ما هو الطقس الفضائي ؟ وكيف يؤثر علينا ؟
يخلق النشاط على سطح الشمس حالة من الطقس تسمى الطقس الفضائي. الشمس بعيدة جدًا عن الأرض – حوالي 150 مليون كيلومتر. ولكن قد يؤثر الطقس الفضائي على كوكب الأرض وباقي المجموعة الشمسية. في أسوأ الحالات، قد يؤدي تأثير الطقس الفضائي إلى تدمير الأقمار الصناعية ويسبب انقطاعات في الكهرباء على سطح الأرض. يوضح الفيديو عواصف ضخمة ومفاجئة على الشمس والتي قد ترسل أطنان من الإشعاعات تدعى الرياح الشمسية التي تدور في الفضاء.
كيف يمكن أن يصل الطقس الفضائي إلى الأرض ؟
تقذف الشمس بشكل دائم الغاز والجزيئات إلى الفضاء. يسمى تدفق الجزيئات هذا بالرياح الشمسية كذلك. تأتي جزيئات الغاز من الغلاف الجوي الخارجي الساخن المحيط بالشمس والمسمّى (الهالة – Corona). تُشحن هذه الجزيئات بالكهرباء. تحمل الرياح الشمسية هذه الجزيئات باتجاه الأرض بسرعة تصل إلى مليون ميل في الساعة!
ما الذي يحمينا من الطقس الفضائي ؟
تملك الأرض منطقة من نشاط القوة المغناطيسية تسمى الحقل المغناطيسي، وهي محاطة بغلاف من الغازات يدعى الغلاف الجوي. يعمل الحقل المغناطيسي والغلاف الجوي عمل ترس البطل الخارق، وذلك بحمايتنا من معظم تيارات الرياح الشمسية.
تصطدم معظم الجزيئات المشحونة بترس الأرض ذاك وتطفو حوله. تسحق الجزيئات جانب الحقل المغناطيسي المواجه للشمس وتُسطحه، ويتمدد الجانب الآخر من الحقل المغناطيسي متحوّلًا إلى ذيل طويل مسحوب.
في هذه الصورة، تمثل الخطوط الزرقاء الترس الذي يولّده الحقل المغناطيسي للأرض. لاحظ كيف تؤثر الرياح الشمسية على شكل الحقل.
تتسلل أحيانًا الجزيئات المشحونة عبر ترس الأرض. عندما تصطدم تلك الجزيئات بالغلاف الجوي فإننا سنشاهد عروض مذهلة من الأضواء المتلألئة المعروفة باسم (الشفق – Auroras).
هل يسبب الطقس الفضائي الأذى؟
نعم! يسبب النشاط المغناطيسي داخل الشمس عواصف شمسية هائلة. تصبح الرياح الشمسية أشد خلال تلك العواصف، وقد تكون الرياح الشمسية القوية خطرة.
خلال العاصفة الشمسية، تندفع انفجارات تسمى بـ (التوهجات الشمسية – solar flares). ترسل تلك التوجهات عدة أطنان من الطاقة التي تدور في الفضاء بسرعة الضوء، وقد تترافق مع انفجارات شمسية ضخمة تسمى الانبعاثات الكتلية الإكليلية.
تسبب هذه الإشعاعات الزائدة تدمير الأقمار الصناعية التي نستخدمها للتواصل والملاحة، ويمكن أن تعطّل الشبكات الكهربائية التي تزودنا بالتيار الكهربائي. قد يكون الإشعاع خطرًا على رواد الفضاء أيضًا.
تُظهر الصورة المركّبة الشمس عند انفجار عدة انبعاثات كتلية. في الوسط، ترى المنظر من وجهة نظر المرصد الفلكي الديناميكي. بالقرب من الحواف، تجد الصورة من جهاز مراقبة طفاوة الشمس الخاص بالمركز الفلكي التابع لناسا (SOHO) وهو نوع من الذكاء الصنعي الذي يُظهر ما يحدث بالقرب من سطح الشمس وما الذي يتدفق في الفضاء.
هل من تحذيرات بشأن الطّقس الفضائي السيئ؟
تحدث العواصف الشمسية بشكل مفاجئ وقد تصل آثارها إلى الأرض خلال دقائق. ولكن يتنبّأ العلماء باحتمالية حدوث العواصف الشمسية ومدى قوتها. بإمكانك أن تتفقد النشرة الخاصة بحالة الطقس الفضائي كما تتفقد حالة الطقس على الأرض.
يستخدم العلماء المعلومات القادمة من الأقمار الصناعية للتنبّؤ بأحوال الطقس الفضائي.
تدير ناسا ووكالات أخرى منظومة من المعدّات التي تراقب الشمس والطقس الفضائي. مثلًا، مرصد ناسا للشمس وغلافها – SOHO يراقب الانبعاثات الكتيلة الإكليلية. مركبات فضائية أخرى مثل مرصد ديناميكا الشمس – SDO وسلسلة الأقمار الصناعية R التي يُشار إليها اختصارًا GOES تراقب الشمس وتتنبّأ بالعواصف الشمسية والتغيرات في الرياح الشمسية. تزود تلك المنظومات العلماء بالمعلومات اللازمة التي تساعدهم في إرسال التحذيرات التي تساعد بتجنّب أي خطر.