حاولت مرارا ان أنهي تفاصيل تلك الرواية التي قصمت ظهر الحروف.... حاولت ان اتوكأ على ما تبقى من عكازة المفردات لعلي أعتصر ذاكرتها لتنسكب منها آخر عبارة تليق بسطر الختام......لتكون تلك الرواية بكل ملامحها آخر الروايات.. واسطورة الروايات...
لكنني كلما اقتربت من نهايتها احسست بضجيج الكلمات يلقي بظلال ثورته فوق السطور.... احسست ان سطور اوراقي لا زالت تمتد في غياهب ذاكرتي لمساحة اكبر من حجم المفردات .... وان مداد ريشتي يزداد نزفا كلما لامست انامله سنايل تلك الكلمات التي غدت تتراقص حروفها شوقا وحنينا ...
هنا..... وامام هذا السيل المتدفق من الأفكار اجتاحتني رغبة جامحة تدفعني لأن استجدي ما تبقى من تلك العصارة... لأطلق العنان لذاك الشريان المتدفق نزفا ليسد تلك الفجوة التي توقفت عندها روايتي... تلك الفجوة التي جعلتني ادرك انني أقف أمام سمفونية جديرة بأن تعتلي عرش النغمات..... جديرة بان تتسلل حروفها بين السطور لتشعل رمادها من جديد وتستصرخ كل حواجز الصمت التي تسكنها لعلي اجد بين تلك المفردات المبعثرة فوق ارصفة ذاكرتي فصل الختام.. ذاك الفصل الذي تاهت في زحمة الدروب خطاه وحارت في رسم حروفه النهايات...
خالد جويد