سنة 2020 تحطم رقمًا قياسيًّا عالميًّا في درجات الحرارة
ذكر نظام المراقبة التابع للاتحاد الأوروبي في تقرير حديث له، أن شهر يناير من سنة 2020 كان الأسخن من بين السجلات التاريخية لهذا الشهر. وكانت درجات الحرارة في أوروبا أعلى بثلاث درجات مئوية مقارنةً بدرجة الحرارة المتوسطة لشهر يناير بين عامي 1981 و2010.
وسجلت خدمة كوبرنيكوس للتغير المناخي (C3S) ارتفاعًا في درجات الحرارة في المناطق الممتدة بين النرويج وروسيا بلغ ست درجات مئوية مقارنةً بالمعدل المسجل في الثلاثين سنة الماضية.
سُجلت العديد من الأرقام القياسية على مستويات زمنية مختلفة حديثًا، شهريًّا وسنويًّا وعقديًّا. ووفق رأي العلماء يرجع ارتفاع درجات الحرارة إلى احتراق الوقود الأحفوري.
كانت السنوات الخمس الأخيرة الأكثر سخونةً في السجلات تاريخيًّا، وكذلك كانت السنوات العشر الأخيرة (بين 2010 و2019).
وبسبب ظاهرة (إل نينو) في المحيط الهادي، أصبحت 2019 ثاني أشد الأعوام سخونة، بفارق 0.04 VC فقط عن 2016.
أما معدل الحرارة العالمي المسجل في شهر يناير 2020 فقد تفوق بمقدار VC0.03 عن أسخن شهر يناير سابق، وكان ذلك سنة 2016 كذلك.
حسب التقرير الذي أعدته C3S، فقد كان شهر يناير 2020 أسخن بمقدار 0.2 درجة مئوية مقارنةً بشهر يناير 2007، الذي كان الأسخن حتى حينه، وأسخن بمقدار 3.1 درجة مئوية مقارنةً بمتوسط درجات حرارة شهر يناير بين عامي 1981 و2010.
ركزت التسجيلات القياسية الأخيرة على مناطق محددة في أقصى شمال القارة الأوروبية.
بلغت درجات الحرارة المسجلة في بلدة سندالسورا Sunndalsora غرب النرويج 19 درجة مئوية في الثاني من يناير، وذلك يفوق المتوسط الشهري بمقدار 25 درجة كاملة، في حين سجلت بلدة أوريبرو السويدية أسخن شهر يناير في تاريخ السجلات منذ 1858، وذلك في التاسع من الشهر.
نتيجةً لهذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، أُغلق العديد من مسالك التزلج على الجليد في النرويج والسويد.
وصل ارتفاع درجات الحرارة لأعلى من المعدلات الطبيعية إلى أكثر أرجاء روسيا كذلك، إضافةً إلى الولايات المتحدة وشرق كندا واليابان وشرق الصين.
ولم يختلف الأمر كثيرًا في نيوساوث ويلز بأستراليا، حيث كانت درجات الحرارة أعلى من المعتاد بكثير، وتسبب ذلك في موجات حرائق مدمرة أتت على الأخضر واليابس.
وبلغ تركيز ثاني أكسيد الكربون -المتهم الأول في الاحترار العالمي- في الغلاف الجوي أعلى مستوياته على مدار 800 ألف سنة.
من أجل وضع حد لهذا، صرحت الأمم المتحدة العام الماضي أنه علينا خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بمقدار 7.6% سنويًّا على مدار العقد القادم، كي لا يتخطى الاحترار العالمي معدل 1.5 درجة مئوية أعلى من درجات الحرارة المسجلة قبل الفترة الصناعية. وتبلورت هذه الفكرة بصدور اتفاقية باريس للمناخ.