أبدى العلماء دهشتهم من نيزك فحمي اللون من المريخ كان قد سقط في الصحراء الكبرى. فقد كشف عام من التحليل أن هذه الصخرة مختلفة تماما عن المذنبات المريخية الأخرى، ليس فقط لكونها أقدم من معظمها، ولكن لأنها تحتوي أيضا على ماء أكثر.
ويقدر عمر النيزك -وهو بحجم كرة بيسبول- بنحو مليوني سنة، وهو يشبه بشكل لافت الصخور البركانية التي تفحصتها مركبتا سبيريت وأوبورتيونيتي التابعتان لوكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) على سطح المريخ.
يشار إلى أن معظم الصخور الفضائية التي تسقط على الأرض -كالنيازك- تأتي مما يعرف بحزام الكويكبات الواقع بين المريخ والمشتري الذي يدور حول الشمس، لكن عددا منها يمكن تتبعه إلى القمر والمريخ. ويعتقد العلماء بأن كويكبا أو شيئا كبيرا آخر ضرب المريخ تسبب في حلحلة الصخور وإرسالها إلى الفضاء، ومن حين لآخر يسقط بعضها مخترقا الغلاف الجوي للأرض.
وهناك نحو 65 صخرة مريخية تم التقاطها من الأرض، معظمها في القطب الجنوبي أو الصحراء الكبرى. وأقدمها يعود تاريخها إلى 4.5 مليارات سنة لوقت كان فيه المريخ أدفأ وأرطب. وهناك نحو ستة نيازك مريخية يقدر عمرها بنحو 1.3 مليار سنة، والبقية بنحو 600 مليون سنة أو أصغر.
وأحدث نيزك -ويدعى أن.دبليو.أي 7034 ويلقب بالجمال الأسود- قد وُهب لجامعة نيو مكسيكو من قبل أميركي أحضره من تاجر نيازك مغربي العام الماضي.
وقد أجرى الباحثون سلسلة من الاختبارات على النيزك وأكدوا -بناء على تركيبته- أنه جاء إلى الأرض من المريخ. وبتقدير عمره بنحو 1.2 مليار سنة، يعتبر هذا النيزك ثاني أقدم نيزك مريخي معروف تشكل من فوران بركاني.
وهناك دليل على أن تركيبته تغيرت بسبب الماء. ورغم أن الكمية الناجمة خلال الاختبار في درجات حرارة عالية كانت ضئيلة -نحو ستة آلاف جزء في المليون- فإنها كانت ما تزال أكبر بكثير من النيازك المريخية الأخرى. وأشار العلماء إلى وجود تفاعل مع الماء قرب السطح أثناء فترة زمنية ما عندما كان الكوكب جافا وترابيا في معظمه.
ويجري حاليا المزيد من الاختبارات لتحديد المدة الزمنية التي سبحت فيها هذه الصخرة في الفضاء، والفترة التي قضتها قابعة في الصحراء الكبرى.