محتويات
- تعريف الإنصات
- أنواع الإنصات
- الانصات السلبي
- الانصات المصطنع
- الإنصات الاختياري
- الإنصات الإيجابي (الصادق)
- أهمية وفوائد الإنصات
- دوافع الإنصات
- مراحل الإنصات الإيجابي
عندما يتم ذكر مصطلح الإنصات ؛ فإن الكثير من الأشخاص يظنون أنه يعني الاستماع فقط ؛ في حين أن العلماء قد أشاروا إلى أنه يوجد عدد كبير من الفروق بين مفهوم الاستماع ومفهوم الإنصات أيضًا ؛ حيث يُعد الإنصات مفهوم أعم وأشمل للاستماع ، غير أنه قد تم أيضً تقسيم الإنصات إلى أكثر من نوع واحد .
تعريف الإنصات
تمت الإشارة إلى الإنصات ( وبالإنجليزية : Active listening ) على أنه أحد أهم مهارات اللغة يليها كل من التحدث ثم القراءة والكتابة على الترتيب ، وقد أعزى العلماء سبب وجود الإنصات على قمة قائمة المهارات اللغوية ؛ إلى أن قدرة الفرد على التحدث والكتابة والقراءة باستخدام اللغة يعتمد في الأساس على الإنصات لأي شيء يستمع إليه .
ومعنى الإنصات في اللغة العربية هو التركيز بدرجة كبيرة جدًا والاستسلام بكل الجوارح مثل الاستماع والتركيز والمشاهدة والملاحظة وغيرهم مع توفر الرغبة في ذلك ، ومن هنا يتحقق مبدأ ومعنى الإنصات ، في حين أن السمع يُعني التقاط الأذن للحديث سواء كان بقصد وتركيز أو بدون قصد .
أنواع الإنصات
أما أنواع الإنصات ؛ فهي تنقسم إلى أربعة أنواع مختلفة وفقًا لدرجة الفائدة الناتجة عبر هذا الإنصات ، وهي [1] :
الانصات السلبي
يُعتبر الإنصات السلبي هو أسوأ وأردأ أنواع الانصات ؛ حيث أن المستمع هنا يتجاهل بشكل كامل كل ما يتحدث به الشخص الاخر ، وبالتالي ؛ لا يعود عليه ذلك بأي فائدة .
الانصات المصطنع
وهو لا يختلف كثيرًا عن الانصات السلبي ؛ حيث أنه يُعني أيضًا من المستمع لا يُعطي المتحدث أي نوع من الاهتمام ويتجاهل حديثه بالكامل ، ولكنه في نفس الوقت يتصنع بأنه منصت ، وبالتالي ن قد يجاري الحوار بترديد بعض الكلمات العامة مثل: ( نعم .. نعم ) ، ( أكمل .. أكمل ) ، وهكذا ، وهو يُعد أحد أنواع الخداع للمتحدث .
الإنصات الاختياري
وهو لا يُعني أن المستمع سوف يختار الشخص الذي يستمع إليه ، ولكنه يُعني أنه سوف ينتقي من الحديث ما يُريد الاستماع إليه فقط ، وهو أمر شائع جدًا عند الاستماع إلى الأطفال ؛ حيث ان الأب أو المعلم هنا لا يُعطي الطفل الدرجة الكاملة من الانصات ، وإنما يستمع إلى بعض الأجزاء الهامة فقط من حديث الطفل .
الإنصات الإيجابي (الصادق)
أما الانصات الإيجابي أو الصادق والذي يُعرف أيضًا باسم الانصات الفعلي ؛ فهو أفضل وأهم أنواع الإنصات ، وهو يُعني أن المستمع يخضع بجميع جوارحه إلى حديث الطرف الثاني مع توفر الرغبة في ذلك ح حيث أنه في هذه الحالة يكون تركيزه منصبًا على الاستفادة والإدراك التام للحديث دون التفكير في الرد .
أهمية وفوائد الإنصات
أما أهمية الانصات وخصوصًا الإنصات الإيجابي ؛ فهي تتلخص في النقاط التالية :
-يُساعد الإنصات ولا سيما الإنصات الإيجابي على تعلم أشياء جديدة واكتساب قدر كبير جدًا من العلم والمعرفة وخصوصًا عند الاستماع إلى المعلمين والأساتذة وأولياء الأمور وأهل العلم والدين وغيرهم ، ولا يتم اكتشاف تلك الفوائد إلا مع مرور السنوات ، حيث أن الإنصات وتخزين المعلومات النافعة ؛ سوف يرفع من درجة وعي وثقافة الفرد مع الوقت ، ومن أروع الأمثلة على ذلك هو الانصات إلى القرآن الكريم وإلى الأحاديث النبوية الشريفة .
-اكتساب الخبرات أيضًا يُعد من أهم فوائد وثمار الإنصات الصادق والفعلي ؛ حيث أنه يوجد عدد كبير من المعلومات التي لا يُمكن للفرد أن يكتسبها أو يفهمها بمفرده أثناء قراءة الكتب أو غيرها ولا بُد من شرحها له لكي يفهمها ، وهذا يُفسر أيضًا أهمية الانصات الإيجابي .
-يُساعد الإنصات على حل المشكلات المختلفة ؛ حيث أن إهمال استماع أي شخص يُعرض مشكلته أو شكوته ؛ لن يُعطي القدرة على مساعدته من أجل حل تلك المشكلة ، وهذا بالطبع يُوضح أهمية الإنصات وخصوصًا في حالة الأطباء والمعالجين النفسيين وأولياء الأمور والمعلمين وغيرهم .
-من خلال الانصات الجيد إلى الأشخاص ؛ سوف يأتي ذلك بثمار جيدة على العلاقات الاجتماعية مثل علاقات الأزواج ببعضهم البعض وعلاقات الاباء بالأبناء وعلاقات الأصدقاء والأقارب وغيرهم ، ولا سيما أن الانصات الجيد يُعطي الطرف الاخر شعورًا بالاهتمام ، ومن ثم ؛ يشعر بمدى تقديره وتقدير ما يتحدث به ، ومن ثم ح فإن الإنصات الإيجابي يلعب دورًا هامًا في بناء علاقات اجتماعية قوية .
دوافع الإنصات
هناك بعض الدوافع التي من شأنها أن تُعزز من قدرة الفرد على الإنصات ، مثل :
-قد يكون لدى المستمع فضولًا في الإنصات من أجل فهم ما يتحدث إليه الأشخاص من حوله ، ولا سيما إذا كانوا يتحدثون عن أحد القضايا العامة .
-في بعض الأحيان وعندما يستمع شخص إلى أشخاص اخرون يذكرون اسمه في حديثهم ؛ فهو يكون لديه رغبة ودوافع كبيرة أيضًا في الإنصات من أجل معرفة أسباب ذكر اسمه ، وهكذا .
-كما أن أي معالج أو فني صيانة أو عامل أو غيرهم ؛ يكون لديه دافع قوي في الاستماع إلى شكوى الطرف الاخر ومعرفة ما يعترض طريقه من مشكلات ، ومن ثَم ؛ يقوم بتحديد الطريقة الصحيحة للعلاج أو إصلاح أو حل المشكلة والقضاء عليها بشكل كامل ، ولا سيما أن العديد من تلك الخدمات يتم تقديمها بمقابل مادي .
-معرفة مصير الفرد أيضًا عبر الانصات إلى من يملك أمره ، ومن أهم الأمثلة على ذلك ؛ استماع الطفل إلى والديه أو استماع المتهم إلى قرارات القاضي أو غيرهم من أوجه الانصات التي تتم برغبة كبيرة من المستمع ؛ من أجل معرفة ما سوف يؤول إليه مصيره فيما بعد .
-الإنصات خشية من العقاب ، حيث أن المستمع هنا يقوم بالتركيز الشديد أثناء حديث الطرف الثاني ؛ من أجل الإلمام بكل ما يذكره من معلومات ، ومن أشهر الأمثلة على ذلك بالطبع ؛ استماع الطالب إلى شرح المعلم واستماعه إلى أوامر والديه واستماع الموظف إلى مديره ، وغيرهم .
مراحل الإنصات الإيجابي
هناك بعض المراحل التي يتم من خلاله تحقيق مفهوم الإنصات الإيجابي ، وهي :
-التنويه عن الموضوع أو الحديث الذي سوف يقوم به المحدث ن وبالتالي ؛ ينتقل إلى ذهن المستمع بشكل مباشر مدى أهمية هذا الموضوع ، ومن ثم الاستعداد إلى الانصات .
-البدء في التخلص من عوامل التشتت وعدم التركيز مثل الحديث في الهاتف أو الحديث إلى الأصدقاء أو مشاهدة التلفاز أو الاستماع إلى الراديو أو غيرهم من وسائل عدم التركيز الأخرى ثم الجلوس أو الوقوف أو اتخاذ الموضع الصحيح والذي سوف يُساعد على حسن الإنصات .
-والبدء في الاستماع والتركيز الشديد عندما يبدأ الطرف الثاني في الحديث ، والبدء في تدوين نقاط الحديث الهامة إذا لزم الأمر ؛ لأن ذلك من شأنه أن يُعزز من الفائدة العائدة من هذا الإنصات .
ونظرًا إلى مدى فوائد الإنصات الإيجابي ؛ فمن المهم أن يتم تدريب صغار السن على الالتزام بالإنصات الإيجابي وتدريبهم على ذلك قدر الإمكان ، ومساعدتهم أيضًا على اختيار الوقت المناسب للإنصات إلى الحديث وغيرهم من الأمور الأخرى التي تُساعد على تطوير مهاراته الإدراكية .