صور مذهلة للغلاف الجوي للشمس تظهر خيوط بلازما لم نرها سابقًا
كشفت الصور المذهلة للغلاف الجوي للشمس خيوط بلازما لم يسبق رؤيتها من قبل. قدم الفلكيون أقرب صورة التقطت حتى الآن لطبقة الهالة الخارجية للشمس شديدة الحرارة، وكشفت عن تراكيب لم يسبق رؤيتها من قبل مخبأة داخل مناطق كنا نراها للوهلة الأولى فارغة أو مظلمة.
تكشف الصور الجديدة عالية الدقة عن خيوط مغناطيسية يصل عرضها إلى 500 كيلومتر، تتدفق من خلالها بلازما تصل حرارتها إلى ملايين الدرجات، ويقدم هذا الاكتشاف رؤى جديدة عن الغلاف الجوي الكثيف لنجمنا.
التقطت البيانات الأصلية بواسطة جهاز التصوير لهالة الشمس عالي الدقة (Hi-C) في عام 2018، وكما يوحي الاسم فقد صُمم هذا التلسكوب لالتقاط صور عالية الدقة لهالة الشمس؛ إذ يمكنه رصد الأشياء على الشمس بدقة 70 كيلومتر فقط، أو 0.01% من الحجم الكلي للنجم.
يقول روبرت والش الفيزيائي من جامعة سنترال لانكشاير في المملكة المتحدة: «حتى الآن كان علماء الفلك المختصين بالشمس يشاهدون عمليًا أقرب نجم إلينا، والجودة التي يوفرها هذا التلسكوب تسمح لنا لأول مرة بمسح رقعة من الشمس بوضوح عال للغاية».
إذا كنت تشاهد مباراة كرة قدم على شاشة التلفزيون بدقة قياسية، فإن الملعب سيبدو أخضر ومتجانسًا، جرب أن تشاهد نفس المباراة بدقة فائقة وسيمكنك حينها رؤية أوراق العشب، وهذا ما يحدث عند استخدام صور ذلك التلسكوب.
هذا العرض فائق الدقة يعني أن الأجزاء غير المرئية من الشمس قد ظهرت الآن بوضوح، ما من شأنه أن يخبرنا المزيد عن كيفية تكون الغلاف المغناطيسي الغامض للشمس.
المجال المغناطيسي، و خيوط البلازما أو الحلقات التاجية، التي تحيط بالطبقة الخارجية للشمس هي جزء مهم من الآلية التي تنتج العواصف الشمسية -ذلك النشاط الذي بإمكانه أن يؤثر علينا هنا على الأرض- وبمعرفتنا المزيد عن كيفية تشكلها، سيمكننا وضع الخطط لمواجهتها والتعامل معها.
ما يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن الهياكل الموجودة في الطبقات الخارجية للشمس، وهناك الكثير من الأحداث الغريبة على مقربة من النجم، لكن التطورات الحديثة في العلوم والتلسكوبات بدأت تكشف بعض طبقات الغموض.
ما زلنا في حاجة لمزيد من البحث لفهم خيوط البلازما المكتشفة حديثًا ووظيفتها، لكن رؤيتها تعد خطوة كبيرة للأمام.
من المتوقع أن تخبرنا مهمة التلسكوب التالية أكثر عن كيفية عمل هالة الشمس، خاصة أنه يمكن دمج البيانات التفصيلية مع صور من التلسكوبات الأخرى لتكوين صورة أكثر وضوحًا للشمس.
يقول عالم الفيزياء الشمسية توم ويليامز، من جامعة سنترال لانكشاير: «سيخبرنا هذا الاكتشاف الرائع المزيد عن تدفق الطاقة عبر طبقات الشمس وصولًا إلى الأرض في النهاية، وهو أمر مهم للغاية إذا أردنا وضع نموذج للتنبؤ بسلوك نجمنا الواهب للحياة».