كوكب غريب قد يكون على شكل كرة قدم أمريكية
كشفت دراسة جديدة أن كوكبًا خارج المجموعة الشمسية قد يكون على شكل كرة قدم أمريكية بسبب قوى الجاذبية الجبارة التي يخضع لها بالقرب من نجمه. حقق العلماء في koi 1843.03، وهو مرشح ليكون كوكبًا خارج المجموعة الشمسية إذ يحتاج العلماء إلى المزيد من الملاحظات ليؤكدوا حقيقته. يدور هذا العالم افتراضيًا حول قزم أحمر تقل كتلتهً عن نصف كتلة الشمس بقليل، ويقع على بعد حوالي 395 سنة ضوئية من الأرض. وقد وجد بحث سابق أن كتلة koi 1843.03 كانت تبلغ حوالي 44 ٪ من كتلة الأرض وقطره يساوي 60 ٪ قطرها.
اقترح عمل سابق أن يكون koi 1843.03 دار حول نجمه على مسافة أقرب من أي كوكب آخر عُرف حتى الآن. قالت ليسلي روجرز، عالمة الفيزياء الفلكية في جامعة شيكاغو والمؤلفة الكبيرة للبحث الجديد لموقع سبيس.كوم: «يدور الكوكب حول نجمه في 4.245 ساعة فقط. أي أن السنة على هذا الكوكب تزيد قليلًا على سدس يوم على الأرض فقط».
حللت روجرز وزملاؤها في العمل السابق الذي ركز على KOI 1843.03 النتائج المحتملة لقوى الجاذبية القوية التي قد يتعرض لها الكوكب من مداره القريب. «إن هذه القوى تشكل في الأساس نسخة قوية بشكل غير عادي من قوى المد والجزر التي تواجهها الأرض من القمر».
في هذا العمل، اقترح العلماء أن الكوكب الخارجي يجب أن يكون مكونًا بشكل أساسي من الحديد لتجنب تمزقه. ففي حين أن الأرض تحتوي على حوالي 32٪ من الحديد، قدروا أن KOI 1843.03 كان على الأرجح 66٪ من الحديد.
وقالت روجرز: «إن koi 1843.03 هو أحد أكثر الكواكب الخارجية المعززة بالحديد التي اكتُشفت حتى الآن».
عرف العلماء عددًا قليلًا من كواكب خارج المجموعة الشمسية غنية بالحديد التي تُعرف أيضًا باسم قذيفة المدفع، مثل عطارد في نظامنا الشمسي والذي يحتوي على 70٪ من الحديد.
لمعرفة الآثار التي يمكن أن يحدثها مدار متطرف مثل koi 1843.03 على مثل هذا العالم، أجرى الباحثون أول محاكاة ثلاثية الأبعاد للهياكل الداخلية للكواكب الصخرية التي ستولّد مداراتها بالغة الصغر تشوهات المد والجزر.
وجد العلماء أن koi 1843.03 قد يكون بشكل كرة قدم أمريكية. إذ قالت روجرز: «من بين كل الكواكب الخارجية المكتشفة حتى الآن، هو أبعد ما يكون عن الشكل الكروي».
وقد قارنت ذلك بنسبة العرض إلى الارتفاع 1.3 من بيضة الدجاج أو نسبة العرض إلى الارتفاع 1.7 للتلفزيون بشاشة عريضة. ووضحت قائلةً: «تُظهر نماذجنا أن koi 1843.03 متطاول بشكل كبير على طول الاتجاه نحو نجمه، إذ تصل نسبة العرض إلى الارتفاع حتى 1.8».
وأشار الباحثون إلى أنه من بين الكواكب التسعة الخارجية التي تقل مداراتها عن أقل من يوم واحد والتي لها تقديرات كثافة جيدة من قبل الباحثين، تبدو أربعة منها غنية بالحديد. لكن مثل هذه الكواكب يمكن أن تكون في الواقع كروية أكثر من عوالم فقيرة بالحديد في نفس المدارات.
قالت إلين برايس، عالمة الفيزياء الفلكية في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية في ماساتشوستس والمؤلفة الرئيسية للأبحاث الجديدة، لموقع سبيس. كوم: «نتوقع أن يؤدي المزيد من التراكيب الغنية بالحديد إلى كواكب أقل تشوهًا، إذ أن هناك مفاضلة بين مدى تطرف شكل الكوكب ومدى شدة تكوينه».
يرغب الباحثون مستقبلًا في وضع نماذج لكيفية ظهور مثل هذه الكواكب الصخرية المشوهة مدّيًا أثناء مرورها أمام نجمها، وما إذا كان بوسعهم أن يكتشفوا إذا كان الكوكب مشوهًا اعتمادًا على ظله.
وقالت برايس: «تعتمد منطقة الظل التي يعرضها كوكب على شكل كرة قدم أمريكية بشكل أساسي على زاوية رؤيتك. لذلك، عندما يدور الكوكب حول نجمه مع اتجاه محوره الطويل باستمرار نحو نجمه، فإن مقدار الضوء الذي يحجبه الكوكب يتغير ويختلف بمرور الوقت مقارنة بكمية الضوء التي ستُحجب إذا كان الكوكب كرويًا».
وقد فصل العلماء نتائجهم على الشّبكة في 30 يناير في دراسة وافقت عليها الصّحيفة الفلكية.
رد مع اقتباس
.gif)
