سلطت الكثير من الكتب الضوء على حياة ستيف جوبز، ولكن هذا الكتب يختلف كثيرًا عن غيره من الكتب لأنه كُتب بموافقته.
لا يعتبر كتاب « Steve Jobs» للكاتب ومترجم السير الذاتية والتر إيزاكسون أحد أكثر الكتب تفصيلاً ودقة حول حياة ستيف جوبز، ولكنه كذلك واحد من أكثر الكتب مصداقية خاصة وأنه كتبه بموافقة ستيف نفسه.
أجرى إيزاكسون أكثر من 40 مقابلة مع ستيف جوبز على مدار العامين السابقين لوفاته، ليقدم لمحة عن حياة المُبتكر الراحل علاوة على معلومات وتفاصيل لن يتم العثور عليها إلا في هذا الكتاب فقط، ونستعرض بعضها فيما يلي:
أولاً: ستيف جوبز قادرًا على تمويه الواقع
لم تكن المهارة ما ساعد ستيف جوبز على تحقيق كل هذا النجاح، وكذلك لم يساعده هوسه بالتفاصيل ولا اتقانه للتصميم أو البساطة أو حتى الجماليات، ولكن في حقيقة في الأمر ما ساعده على الوصول إلى ذلك كان قدرته على تمويه الواقع.
وأول من استخدم مصطلح تمويه الواقع لوصف ما يقوم به جوبز كان باد تريبل واحد من فريق جوبز للعمل على ماكينتوش، والذي قال إنه استوحى المصطلح من سلسلة الخيال العلمي ستار تريك.
تمويه الواقع يعني مقدرة جوبز على تسخير كل شيء من أجل تنفيذ ما يريد، بما في ذلك إقناع فريق من المهندسين للعمل بلا نوم لمدة 10 ساعات إضافية، لأنه استطاع إقناعهم بأنهم يعملون على أعظم جهاز كمبيوتر في العالم، وكذلك استخدم هذه القدرة على قناع المُتحدثين عن آبل بأن منتجاتها هي الأفضل.
بالاعتماد على هذه القدرة بالإضافة إلى الكاريزما والتسويق والإصرار استطاع جوبز تأسيس واحدة من أهم شركات التكنولوجيا في العالم.
ثانيًا: هناك سبب رئيسي وراء اسم أبل
أول شيء يتساءل عنه أي شخص بمجرد التعرف على أبل ومنتجاتها هو أصل اسمها، من أين حصلت الشركة العملاقة على هذا الاسم خاصة وأنها ليست مُتخصصة في بيع الفواكه أو العصائر أو غيرها من المنتجات الغذائية.
بالتأكيد يوجد عدة أسباب تفسر اختيار هذا الاسم، وأحدها أن ستيف جوبز كان يُجرب حمية غذائية تعتمد على الثمار، وفي ذلك الوقت كان يحب التفاح حقًا، فقد كان في مزرعة تفاح في نفس اليوم الذي اختار فيه هذا الاسم لتقديمه رسميًا إلى الحكومة.
وهناك سبب آخر وهو أن "البساطة هي التعقيد المُطلق" وهي مقولة شهيرة للرسام العالمي ليوناردو دافينشي، شعر جوبز أن هذا رمز التفاحة يتطابق مع هذا الاقتباس ويعكسه جيدًا.
لكن السبب الرئيسي لحصول الشركة على هذا الاسم هو أن كلمة آبل تأتي قبل أتاري في دليل الهاتف، وكان جوبز قد عمل في أتاري من قبل، ولم يرغب في أن يرى العملاء اسم الشركة المنافسة أولاً في دليل الهاتف عندما يبحثون عن شركة كمبيوتر.
ثالثًا: لم يصبح جوبز مليارديراً بسبب منتجات أبل لكن من الاكتتاب العام لبيكسار
هل تساءلت يومًا كيف أصبح ستيف جوبز ميليارديرًا؟ يظن الجميع أنه استطاع جمع كل هذه الثروة من شركة أبل، ولكن في حقيقة الأمر تمكن من جملع مبالغ كبيرة وقفزت ثروته قفزة هائلة في مشروع آخر.
بعد طرده من آبل في 1986، انضم جوبز إلى مشروعين وهما NeXT وبيكسار، وكان هدفه الرئيسي من وراء هذا القرار هو كسب المال، دفع ستيف جوبز 100 ألف جنيه لتصميم شعار لـNeXT، وبعد مجهود مُضني وتأخير كبير وإنتاج عدد كبير من المنتجات باهظة الثمن، تحولت NeXT إلى ما يُشبه الحفرة السوداء التي ابتلعت المال.
في المقابل، اشترى جوبز حصة الأغلبية في الشركة من جورج لوكاس مقابل 5 ملايين دولار في عام 1986، واستثمر 5 ملايين دولار أخرى في الشركة، وبحلول عام 1995 كان قد أنفق حوالي 50 دولارا على الشركة، وفكر في بيعها إلا أن الاتفاق الذي عقدته بيكسار مع شركة ديزني على إنتاج وتوزيع فيلم حكاية لعبة (toy story) قلب الموازين.
حقق الفيلم إيرادات تجاوزت 350 مليون دولار، وأصبح أكثر الأفلام نجاحًا في عام إنتاجه، وبالتالي تغيرت النظرة إلى الشركة.