لا أحد يحب أن يواجه طفلُه الصعوبات، فغريزتنا كأمهات تدفعنا لحماية أطفالنا من الألم وإبعادهم عن المشقة. وعلى الرغم من هذا، فإنّ الواقع يفرض علينا أن أطفالنا لن ينجوا من مشقة الحياة، وحتماً سوف يواجهون بمفردهم صعوبات وأزمات، ويقتضي هذا أن نجهزهم ليستطيعوا الصمود أمام المشاكل، وأن يتحلّوا بالمرونة الكافية التي تساعدهم على تحمّل الألم والنجاة من الأزمات بأقل الخسائر، ولكن هذه المرونة لا تولد من الطفل، وإنما هي مهارة تحتاج إلى تدريب لتتطوّر مع شخصية الطفل.
لهذا، فإن دورك كأم يفرض عليكِ عدم حماية طفلك من الصعوبات، وإنما تنمية المرونة داخله حتى يستطيع مواجهة الصعوبات بنفسه والتغلّب عليها، وفيما يلي 4 عناصر تساعدكِ على تنشئة طفل يتمتع بالمرونة.
1- ابني أسرة قوية
اجعلي أسرتك مكاناً يسود فيه الحب، بينك وبين زوجك، بينكما وبين أطفالكما، وبين الأطفال وفي ما بينهم، اجعلي أسرتك مكاناً يمتلئ بالتسامح والثقة، احرصي على اجتماع الأسرة حول مائدة الطعام بانتظام، أنشئي روتيناً ثابتاً يجعل الأطفال يشعرون بالأمان، ساعدي أطفالك على تقدير أهمية الأسرة، والتمسك بتقاليدها ومبادئها، والعمل معاً كفريق واحد متعاون ومحب.
2- اجعلي الأسرة مكاناً آمناً
عندما يعاني طفلك من أزمة أو مشكلة تصيبه بالتوتر، فإنه يكون في أمس الحاجة إلى أن تكون أسرته ملاذه الآمن، لذا امنحي طفلك فرصة التحدث إليكِ بأمان، اجعليه يشعر بالاطمئنان لأنكِ إلى جانبه، أنصتي له وقدّمي له الدعم، واحرصي على سرية المحادثات بينكما حتى عن باقي أفراد الأسرة.
3- ساعدي طفلك في التغلّب على الخوف والتغيير
استمعي جيداً إلى طفلك عندما يتحدث عن خوفه أو محاولاته لمقاومة التغيير، حددي الفرق بين مخاوفه المنطقية وغير المنطقية، وأكّدي له أنكِ ستبذلين قصارى جهدك دائماً للحفاظ على سلامته.
تحدثي مع طفلك عن تجاربك الخاصة مع الخوف والتغيير وكيف تغلّبتِ عليه، تعاطفي مع مشاعره، وشجّعيه على اتخاذ خطوات إيجابية إلى الأمام من أجل التغلّب على مشاعره السلبية.
4- استبعدي السلبيات وركّزي على الإيجابيات
بينما يواجه طفلك أزمة أو مشكلة ما، قد يحتاج إلى الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي، أو التغطية الإخبارية، أو حتى مجموعة ما من الأصدقاء، أبعدي عن طفلك كل ما يبث المشاعر السلبية داخله، وركزي على العناصر الإيجابية التي تمنحه الأمل والقوة والثقة.