قد ترتفع درجة حرارة بدون سبب واضح، الأمر الذي يستعدي التوجه إلى المستشفى لمعرفة السبب، فلنتعرف أكثر عن هذا الموضوع في المقال التالي
الحمى هي ارتفاع في درجة حرارة الجسم عن المستوى الطبيعي، بحيث تتراوح الحرارة الطبيعية للجسم حول 37 درجة مئوية وتدل على أن الجهاز المناعي للجسم يدافع بسبب وجود مرض أو التهاب.
قد يحدث ارتفاع درجة الحرارة بدون سبب واضح، و تعرف الحمى بدون سبب (Fever of unknown origin -FUO) بأنها ارتفاع في درجة حرارة الجسم على الأقل إلى 38.3 درجة مئوية وتستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع بدون سبب واضح.
أنواع الحمى التي تظهر بدون سبب
تقسم حالات ارتفاع درجة حرارة الجسم بدون سبب إلى أربعة أنواع رئيسية، وهي:
1. الكلاسيكية أو التقليدية
تحدث لأشخاص لا يعانون من أمراض مزمنة،أو لا يشكون من وجود علامات المرض، بحيث تستمر لثلاثة أسابيع على الأقل وتشمل أسبابها على: وجود التهاب، أورام وخاصة الدم منها اللوكيميا (Leukemia) أو أمراض متعلقة بالأنسجة و الأوعية الدموية.
2. الحمى التي تنشأ في المستشفى
وهي التي تحدث للمرضى بالمستشفيات،فيكون الإدخال إلى المشفى لسبب اخر غير الحمى،وتظهر علامات ارتفاع الحرارة وهو داخل المشفى، وتكون الأسباب كما يلي: التهاب في الأوردة، الانصمام الرئوي، التهاب الأمعاء والقولون بسبب نوع من البكتيريا يسمى(Clostridium difficile)، خثار الأوردة العميقة أو بسبب التهاب الجيوب الأنفية الناتجة عن استخدام الأنابيب الأنفية والقصبة الهوائية.
3. الحمى الناتجة عن نقص المناعة
وتعرف الحمى في هذا الحال بالحمى الناتجة عن نقص عدد خلايا الدم البيضاء، وتحدث عادة في المرضى الخاضعين للعلاج الكيميائي.
4. الحمى المرتبطة بالإصابة بفيروس الإيدز
إن فيروس الإيدز بحد ذاته يعمل على رفع درجة الحرارة،و بسبب تأثيره على الجهاز المناعي يكون المريض أكثر عرضة للإصابة بالميكروبات المختلفة.
أسباب ارتفاع حرارة الجسم بدون سبب
يوجد عدة أسباب لارتفاع الحرارة بدون سبب، نذكر منها :
- الإصابة بأمراض جرثومية مثل السل (Tuberculosis)، التهاب شغاف القلب، التهاب الجيوب الأنفية، التهاب العظام، و خراج الأسنان (Dental abscess)، و أيضًا الإصابة بالخراج البطني.
- الإصابة بالأمراض المناعية مثل مرض الذئبة الحمامية (Lupus erythematosus)، الروماتيزم، أمراض الأمعاء الالتهابية.
- الأورام وخاصة سرطانات الدم مثل الليمفوما،واللوكيميا.
- بعض الأدوية يمكن أن تسبب الحرارة من دون سبب مثل : أدوية الألم،مضادات الروماتيزم، أدوية الصرع ، والمهدئات وبعض المضادات الحيوية.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- التهابات الكبد.
- الإصابة بحمى ناجمة عن خدوش القطط.
الأعراض التي تصاحب الحرارة
ترافق الحمى بعض الأعراض نذكر أهمها:
- القشعريرة، التعرق و وجع الرأس
وقد يعاني المريض أيضًا من:
- ألم في المفاصل.
- تعب.
- الام في الحلق.
- سعال.
- طفح جلدي.
- احتقان الجيوب الأنفية.
تشخيص ارتفاع الحرارة
يتم التشخيص أولًا بأخذ المعلومات من المريض لمحاول تحديد السبب المبدئي فتكون أسئلة الطبيب لك عن: رحلات السفر في حال قمت بها،أي تغير في المحيط الخاص بك، وجود حيوانات في منزلك أو مكان عملك و عن السيرة المرضية للعائلة في حال وجود أمراض وراثية مثلًا، ثم يقوم الطبيب بطلب إجراء الفحوصات الاتية:
- الفحص السريري و أخذ عينات لفحص الدم
يتم الفحص الشامل للجسم، فيكون فحص الجلد مثلًا للتأكد من عدم وجود اصفرار،شحوب أو طفح جلدي. وإن دلت النتائج وجود مشكلة معينة، فقد يلجأ الأطباء لطلب فحوصات أخرى.
- زراعة العينات
يتم زراعة عينات الدم والبول واللعاب للكشف عن وجود البكتيريا والفطريات.
- الصور الإشعاعية
بشكل عام يتم تحديد الصورة المناسبة و نوعها في أماكن الألم في حال ترافقها مع الحرارة، فيتم استخدام مثلًا الرنين المغناطيسي(MRI) للعمود الفقري في حال الام الظهر،كما يتم استخدام التصوير الطبقي المحوري (CT scan) في حال الشك بوجود المشكلة في البطن أو الصدر أو الحوض.
يتم اللجوء لتخطيط صدى القلب (Echocardiogram) في حال سماع الطبيب لأية تغيرات في نبضات القلب، ويستخدم التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) للجسم كاملًا.
علاج ارتفاع درجة الحرارة
في 50% من حالات الحمى بدون سبب يتم إخراج المرضى من المشفى بدون تحديد سبب معين وغالبًا يكون الشفاء منها تلقائيًا.
وفي حال تحديد الأطباء لسبب الحمى يتم علاج السبب وبالتالي خفض الحرارة، ويمكن للمريض تخفيف الحمى من خلال اتباع التالي :
- لبس ملابس خفيفة.
- شرب سوائل باردة.
- الاستحمام بماء دافئ.
- استخدام الأدوية الخافضة للحرارة مثل الاسيتامينوفين والايبوبروفين