TODAY - October 05, 2010
دعوة لنساء البرلمان
هاشم العقابي
هناك حكايات وأحداث واقعية أثبتت ان للمرأة العراقية دورا في استنهاض الرجال حين تهبط هممهم او يأخذهم الخوف كما حدث في ثورة العشرين مثلا. كذلك تجد الرجل العراقي قد يمر به ظرف يرغمه على السكوت فيصمت مرغما او خائفا، لكنه يمزق ثياب خوفه وينسى الموت حين تستصرخه اخته او أمه او زوجته.
كان مظفر النواب ذكيا حين جعل بطل قصيدته (البراءة) امرأة. يقال ان تلك القصيدة تسببت في صمود الشيوعيين الذين كانوا على وشك ان يوقعوا أوراق البراءة من الحزب تحت وطأة التعذيب الشديد. وفي المجتمع العشائري، وهو الغالب في العراق، تكنى العشائر بأسماء النساء فتراهم حين يهبون للثأر او القتال ينادون احنا اخوة "كوشة" أو "سعدة" أو "باشا". وكم من امرأة أججت حربا او أخمدت نارا لحرب بصيحتها.
راودتني هذه الأفكار اليوم وأنا أرى البرلمانيين الرجال سوف يأتونا بحكومة على نمط حكومة 2005 وسنجر الى ما كنا فيه من فساد أمني إداري ومالي بسبب مداراة الكتل لوزرائها. رجال، للأسف الشديد، تنقصهم الجرأة في قول الحق الا حين يجاهرون بمطامعهم الطائفية والحزبية والعرقية، بحجة ان السياسة لا تعرف الحياء. حالة تحزن كل ذي ضمير وتطرح سؤالا يدمي القلب: أما من راد لهؤلاء؟ ولأنهم يتحدثون لا بأسمائهم بل بأسماء "الكتل"، فمن أين نأتي بكتلة لردهم وإيقافهم عند حدهم؟
سموها فنتازيا او أوهام او أحلام او ما شئتم من الاسماء، فهذا لا يمنعني من ان استحضر كتلة غائبة يمكن لها ان تقلب الموازين وتهز الدنيا. نعم انها كتلة النساء البرلمانيات التي لو تشكلت، سيفوق عددها 80 مقعدا استنادا الى حصتهن التي لا تقل عن 25 بالمئة من مجموع 325.
وان كان هناك من يقول ان النساء جئن للبرلمان بفضل الكوتا، فردنا ان اغلب الرجال صعد بفضل اصوات غيره مثل "رزق البزازين على المعثرات" خاصة وقد عرفنا ان عدد من عبر عتبة الاستحقاق الانتخابي منهم لم يتجاوز الـ 16 عضوا.
كتلة النساء هذه، لو تشكلت، ستمثل كل الأطياف والمكونات العراقية لانها ستنبع من بين كل الكتل وستكون هي الكتلة الأكبر لان كل كتلة، من الكتل المتناطحة، ستفقد ربع عدد اعضائها.
يا نساءنا البرلمانيات، لقد فات بها صدام، يوما، وعالزلم خلاها، وحل به وبنا ما حل. ولو خليناها عليهم مرة أخرى سيحل بنا ما هو أتعس.
اضربن هؤلاء "ببوري" عراقي نشمي وخذن رئاسة الوزراء ليكن أول "بوري" في التاريخ يبيض وجه العراق والمنطقة.
ينرادلها حظ وبخت .. مو؟