اربعة انظمة موغلة في القدم وحديثة
لعل اليابان هو البلد الوحيد الذي يستخدم أربعة أنظمة كتابة، لم أسمع ولا أعرف عن بلد آخر يستخدم طرق كتابة مختلفة لنفس اللغة، لديهم الرموز الصينية القديمة ويسمونها كانجي، ثم طوروا حروفاً يابانية سموها هيراغانا ومع اتصالهم بالعالم الخارجي احتاجوا نظام كتابة ثالث سموه كاتاكانا وهو يشترك مع هيراغانا في عدد الحروف وأصواتها، وبسبب الحرب العالمية الثانية وانتصار الأمريكان على اليابان فرضت الحروف الإنجليزية لكتابة اليابانية فأصبح لديهم روماجي.
اليابانية تكتب من الأعلى إلى الأسفل ومن اليمين إلى اليسار، لو اشتريت كتاباً يابانياً فأول صفحاته ستكون على يمينه تماماً كما في العربية، أما النص فهو على شكل أعمدة فتقرأ أول عمود على يمين الصفحة من الأعلى إلى الأسفل ثم تنتقل للذي يليه، لكن هذا الأسلوب في الكتابة لن تجده في كل مكان، اليابانية تكتب في الشبكة وفي بعض اللافتات كالإنجليزية، من اليسار إلى اليمين، أضف لذلك أن اليابانيين لا يعرفون معنى المسافة، كل الكلمات متصلة ببعضها البعض دون مسافة تفرق بينها وهذا يرفع من صعوبة تعلمها.
أعود لهيراغانا فهي أول ما يتعلمه الطفل الياباني وهي أول ما يجب أن يتعلمه من يريد تعلم اليابانية، هيراغانا تتشكل من 46 حرفاً وقد تجد مصادر تقول 48 حرفاً، هناك حرفان كما أعرف لا يستخدمان، على أي حال، هي 46 حرفاً وكل حرف له صوت خاص ولا يحمل أي معنى، لكن عدد الأصوات التي يمكن لهذه الحروف تشكيله هو أكثر من 46 فهناك 25 صوتاً آخر ويمكن دمج 3 حروف بالحروف الأخرى لتعطينا 33 صوتاً إضافياً ... 46 + 25 + 33 = 104 صوتاً، قد ترى رقماً مختلفاً في مصادر مختلفة، لكن الاختلاف ليس كبيراً.
كاتاكانا تشترك في نفس العدد من الحروف وفي نفس الأصوات كذلك لكن كل حرف يكتب بشكل مختلف وهي تستخدم لكتابة كلمات من لغات أخرى، الآن إن لم تجد كل هذا معقداً ومخيفاً ويدفعك لعدم تعلم اليابانية فأضف رموز كانجي، كل رمز منها يعني شيئاً وقد يكون للرمز الواحد أسلوبان لنطقه ولكي تقرأ صحيفة يابانية عليك أن تحفظ ما يزيد عن 2000 رمز كانجي.
كل هذا يجب ألا يثنيك عن تعلم اليابانية، هذا إن كنت ترغب في تعلمها، فالفرد الياباني لا يتعلم كل هذا دفعة واحدة بل في مراحلة مختلفة من المدرسة ولأنها لغتهم الأم فهم يمارسونها كل يوم ويتعلمونها بسرعة، أنت كشخص من ثقافة أخرى مختلفة تماماً ستواجه صعوبة في تعلم اللغة وهذا أمر طبيعي، عليك فقط أن تنجز التعلم بمراحل صغيرة وستجد أن التعقيد الذي ذكرته سابقاً ليس تعقيداً.