محتويات
- قصة الفيلم الفلسطيني عُمر
- الشخصيات والأحداث في فيلم عُمر
- أبطال عمل الفيلم الفلسطيني عُمر
شغلت القضية الفلسطينية بال الكثير من المخرجين، وصانعي الدراما و الفن في العالم العربي والغربي على حد سواء. وتمكن الكثيرون منهم من التعبير عن هذه القضية إما بكونها جزء من أحداث الفيلم أو المسلسل، أو بتوثيقها في الكثير من الأفلام القصيرة أو الوثائقية. ويُمثل فيلم “عُمــر” والذي تم إصداره عام 2013 أحد الأفلام السينمائية الهامة التي تناولت هذه القضية من منظور قريب إلى بذرة الانتماء التي تعمر قلوب العرب.
قصة الفيلم الفلسطيني عُمر
- يحكي الفيلم قصة عُمر الشاب الفلسطيني الذي يطمح للزواج من نادية، وهي أخت صديقه طارق، في الوقت الذي يوهمه صديقهما الثالث أمجد بأنه يحبها، و أنها تبادله المشاعر.
- يجمع بين عُمر وطارق وأمجد حب الوطن، ويكونون معاً جبهة لمقاومة العدو الإسرائيلي، وهو ما يدفعهم للقيام بالكثير من المهمات، التي تؤرق جنود الاحتلال، والتي يستطيعون الفرار بعد القيام بها، وتأمين أنفسهم وأسرهم.
- يتعرض عُمر رغم محاولته الفرار بعد قيامه بصحبة طارق وأمجد، إلى إلقاء القبض عليه، و يتعرض للتعذيب، و الكثير من محاولات أخذ الاعتراف منه بقاتل الجندي الاسرائيلي من قبل “رامي” وهو أحد المحققين الإسرائيليين.
- يصمد عُمر في مواجهة الكثير من تبعيات هذا الموقف؛ فهو يتعرض لفقدان الثقة من نادية، وطارق، وأمجد، وكذلك من جيرانه فور خروجه من السجن؛ خاصة وأنه خرج سريعاً؛ فيشكون جميعاً بتواطئه مع جنود العدو.
- يقع عُمر ضحية الفهم الخاطيء من أهله من جهة، ومن تصميم العدوعلى ملاحقته بالمراقبة، والتشكيك فيمن حوله، والتهديد من جهة أخرى.
- يستغل أمجد الحالة التي يعيشها عُمر للفوز بنادية، فيقنعه أنها تحمل منه طفلاً، وأنه لابد له من الزواج بها، فيصدقه عُمر، ويعطيع ما ادخره من أموال للزواج من نادية، خاصة بعد أن تعرض طارق للموت نتيجة شجار وقع بينه وبين أمجد وعمر فور اعترافهما له بما كان بين أمجد ونادية.
- ينجح العدو في التأثير على عُمر، ويستطيع عمر استغلال “رامي” في محاولته الأخيرة لتأمين حياة من حوله وتسوقه الأقدار لزيارة نادية بعد الزواج بعامين؛ ليكتشف خديعة أمجد، خاصة بعد أن أوضحت نادية أن عُمر طفليها من أمجد يبدأ بعد زواجها منه.
- يستنر عُمر من كل شيء، ويشعر أن السبيل الوحيد للخلاص من هذا العالم الذي لم يتحمل حريته هو التضحية بتلك الحرية في سبيل حب أصدق وأعمق، وهو حب الوطن.
- يقرر عُمر أن يحظى بفرصة للتواجد بصحبة “رامي”، للاتفاق معه على كافة أمور التعاون معاً، شرط ألا يقترب من أي أحد بآله؛ وأن يُحضر له مُسدساً لاستخدامه لأمر ما.
- و ينتهز عُمر فرصة تدريب رامي له على كيفية استخدام هذا المسدس ، حتى يباغته عمر؛ وتكون الرصاصة الأولى التي يُطلقها عُمر من المسدس الصغير جهة رامي.
الشخصيات والأحداث في فيلم عُمر
- رُغم ملاحظتنا لهذا التناغم المُبهر لجميع الأحداث التي تدور بقصة الفيلم، إلا أننا نستطيع أن نفصلها، ونراها عزفاً منفرداً من جهة أخرى.
- فالفيلم يشير في أولى قضاياه للبطل الذي يرتبط بقصة حب مع جارته، التي يقفز لأجلها سوراً مرتفعاً، ويستطيع فعل هذا بكل رشاقة، وعنفوان فقط ليراها بعد خروجها من المدرسة، أو يراقبها في ساحة المدرسة، ويحدثها قليلاً.
- ونرى كيف أن قصة الحب هذه تنعم بكلاسيكية جميلة؛ تظهر في تبادلهما للرسائل مرة أسل فنجان القهوة، ومرة أخرى عندما يتقابلان، وأثناء التلفت الكثير حولهما لتأمين مساحتهما الخاصة من الزمان والمكان؛ وكأن هذا الشكل من أشكال التواصل بين الحبيبين ظل خارج حدود الوقت، وحدود الموقع، هو أقوى ما يُمكن التواصل به.
- نرى أيضاً ما الذي قد يجعل حبيبة فلسطينية كنادية تفقد الثقة في حبيبها عُمر، وكيف أن ما يمده بالقوة من أجل المقاومة حتى لحظة بعينها هو حبه الكبير لها، وكيف يتحول هذا الحب بمنتهى الشرف بعد أن أصبحت ملكاً لصديقه إلى حب أكبر وأكثر عُمقاً وهو حب الوطن.
- ونرى في الأحداث قصة أخرى لعُمر وسط صديقين أحدهما طارق الذي يقوده شكه في عمر إلى عمل كمين، رُغم ثقته الشديدة به وبأمجد، وكيفية سعي عُمر لإقبات حسن نواياه، رغم ما يراه بعينيه من محاولات الاتصال بين أمجد ونادية والتي تجعله يدب شجاراً معه لينتهي باعتراف أمجد أن نادية قد حملت منه بطفل.
- ونرى كيف أن واجبات صداقة العُمر، والجيرة، والأخوة تقود عُمر إلى تصديق أمجد رُغم زيف ادعائه، وإلى مساعدته له للزواج منها، وفي ذلك نرى كيف أن الخيانة لا تتعلق أبداً بالدخول إلى أرض العدو أو البقاء خارجها.
- في قصة أخرى، نرى علاقة عُمر كمسجون بالجنود الإسرائيليين والمساجين كذلك، وذلك عند الزج به بعد تعاونه مع طارق وأمجد في قتل أحد الجنود الاسرائيليين، وكيف أن العدو يحاول الإيقاع به، والتأثير بشكل خبيث على علاقته بنادية، وبأصدقائه أكثر من مرة.
- ونرى كيف يرد عُمر على هذه الادعاءات، كأي مقاوم فلسطيني يرفع شعار إما النصر وإما الشهادة؛ فيعيش فترة من الانتصار عليهم حيث ينفي معرفته بأية معلومات تخص من تعرف إليهم بكتائب القسام، وكذلك يحاول صرف نظرهم عن نادية وأمجد، خاصة بعد مقتل طارق بالخطأ في الشجار الذي نشب بينهم بعد إخبار طارق بحمل نادية من أمجد.
- تميز الفيلم بمستوى إخراج علي في الدقة، وبأحداث تقترب إلى درجة كبيرة من أرض الواقع، والتي اعتمدت البساطة في الحوار، والأداء، الذي يقودنا في النهاية بأن كل ما يحدث بالفيلم هو أمر واقعي يجب التسليم به.
- تميز أداء الممثلين بالصدق، والابتعاد عن أية مبالغات، الأمر الذي يدفع بالمشاهد على التصديق والتفاعل مع الكثير من القضايا التي تصب في بوتقة قضية واحدة ، وهي قضية حب الوطن.
- تذوب معاناة وطن استمرت لعقود في ملامح الممثلين، وفي أدائهم، فنرى الحدود في النظرات، والحديث، وكذلك التفاعل الجسدي ، وليس على الأرض فقط.
- اعتمد الإخراج الواقعي لأحداث الفيلم على مدرسة “السهل الممتنع”. فالأداء مُستمد من أرض الواقع بشكل كبير، ولكن اُعتمدت فيه الصورة السينمائية الاحترافية.
- تحالفت الألوان، والموسيقى كثيراً لصالح الفيلم؛ فعلى سبيل الواقعية تألق جانب كبير من الموسيقى في أصوات إطلاق النار، والكر والفر، وأصوات الأبواب، والقفز من الأسوار، تكاد أصوات المقطوعات الموسيقية للفيلم تنحصر بين تتر المقدمة، وتتر الخاتمة.
أبطال عمل الفيلم الفلسطيني عُمر
- الفيلم من تأليف وإخراج هاني أبو أسعد، ومن بطولة:
- آدم بكري في دور عُمر.
- لييم لُباني في دور نادية.
- إياد حورانيفي دور طارق.
- سامر بشارات في دور أمجد.
- جهاد أبو العسال في دور والد عُمر.
- وليد زعيتر في دور رامي.
- وترشح الفيلم للفوز بعشر جوائز، وفاز بثلاثة عشر جائزة. فقد فاز فيلم عُمر بجائزة أحسن ممثل “آدم بكري” من مهرجان مالمو للفيلم العربي.
- وفاز بجائزة مهرجان حقوق الإنسان للأفلام كأحسن فيلم، وأحسن إخراج لمهرجان غينت الدولي.
- وفاز الفيلم بجائزة أحسن ممثل “وليد زعيتر”، وجائزة أحسن مخرج “هاني أبو أسعد” في مهرجان دُبي السينمائي الدولي.
- وفاز بجائزة أفضل فيلم أجنبي لعام 2014 من الأكاديمي أواردز بالولايات المتحدة الأمريكية.