محتويات
  • مفهوم صحة المجتمع
  • أهمية الحفاظ على صحة المجتمع
  • عوامل تحسين الصحة المجتمعية
  • تطوير مستوى الصحة المجتمعية
  • أهم برامج صحة المجتمع


الصحة هي العامل الأول والأساسي الذي تستقيم بعده جميع أمور الحياة الأخرى ، وهذا ما يُوضح حرص جميع الحكومات والدول على الاهتمام برفع درجة الوعي الصحي والاهتمام بصحة المجتمع من أجل رفع معدل قدرات الأفراد ، ومن ثم ؛ يكونوا قادرين دائمًا على العمل والإنتاج بأعلى مستوى من الأداء والجودة ، ومن هنا ظهر المفهوم الصحي المتداول عالميًا وهو مفهوم صحة المجتمع .
مفهوم صحة المجتمع
تُعتبر صحة المجتمع Community health هي أحد فروع الصحة العامة بل إنها تعتبر انعكاس مباشر على مدى نجاح تطبيق مفهوم الصحة العامة في المجتمع ، وترتكز صحة المجتمع على رفع مستوى وعي الأفراد ومدى تحملهم للمسؤولية في ضوء ما توفره الدول من وسائل من أجل الوقاية من أكبر عدد ممكن من الأمراض واتباع السلوكيات الصحية والغذائية السليمة وتجنب السلوكيات الضارة أيضًا والتي تؤدي إلى حدوث التلوث ورفع معدل العدوى والأمراض بين أفراد المجتمع .
أهمية الحفاظ على صحة المجتمع
من خلال الحفاظ على تطبيق مفهوم الصحة المجتمعية ؛ يتمكن المجتمع من جني عدد كبير من الثمار الإيجابية ، مثل [1] :
-تُساعد على الحد من انتشار العديد من الأمراض بين أفراد المجتمع خصوصا لدى كبار السن والأطفال .
-تُساعد في تحقيق جودة التعليم ، ولا سيما أن المعلم والطالب وجميع القائمين على العملية التعليمية سوف يكون لديهم من الصحة والقوة البدنية والذهنية ما يؤهلهم للعمل والإبداع .
-يُساعد على نشر كل عوامل الأمن والأمان والسلامة والحد من معدل انتشار الجريمة ، ولا سيما أن الفقر الناتج عن عدم القدرة على العمل بسبب الإصابة بالأمراض أو إصابة رب أسرة بالمرض قد ترفع من معدلات السرقة والجريمة من أجل الحصول على المال وهكذا .
-تُساعد على دفع عجلة الإنتاج وبالتالي الاقتصاد إلى الأمام نظرًا إلى أن أفراد المجتمع سوف يكونوا قادرين على البناء والعمل بكل طاقتهم الما كانوا يتمتعون بالصحة والعافية .
عوامل تحسين الصحة المجتمعية
إذا لم يتم تطبيق أهم عوامل نشر الصحة المجتمعية ؛ فإن معدل المرض والفقر والضعف والتراجع والتخلف أيضًا سوف تكون هي السائدة في أي مجتمع ، ولذلك ؛ لا بُد من مراعاة عوامل تحسين الصحة المجتمعية التالية :
-يجب أن تتضافر جهود الحكومة والأفراد معًا من أجل الوصول إلى أعلى درجة من الوعي الصحي والحرص طوال الوقت على توجيه أفراد المجتمع إلى العادات الصحية والغذائية السليمة وتوضيح مدى الضرر النتائج على الفرد وعلى أسرته وعلى وطنه إذا لم يلتزم بتلك العادات السليمة .
عمل الحملات التوعوية الصحية من أجل نشر الثقافة الصحية دائمًا سواء حول الأمراض المعدية وطريقة الوقاية منها أو عقوبات إدمان المخدرات أو غيرها من حملات التوعية الأخرى .
-الحرص على تطعيم أفراد المجتمع دائمًا وخصوصًا الأطفال ضد الأمراض الفتاكة التي لا يقوم الجهاز المناعي على مهاجمتها ؛ حيث قد أقرت منظمة الصحة العالمية WHO أن استخدام الأمصال واللقاحات قد ساعد بشكل كبير جدًا على القضاء على نسبة عالية من الأمراض وخفض نسبة الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى أيضًا بشكل ملحوظ .
-الحرص على توفير الغذاء الصحي والتقليل من انتشار الأغذية الملوثة في محيط المجتمع قدر الإمكان ، وتوضيح الطريقة الصحيحة لطهي الأطعمة التي قد تكون عامل كبير في نقل العدوى والأمراض إذا لم يتم طهيها جيدًا مثل اللحوم النيئة والخضروات وغيرهم .
-توزيع الملصقات واللوحات الإرشادية التي توضح للمواطنين عمومًا وطلبة المدارس خصوصًا أهم الوسائل التي يُمكن من خلالها الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض في حالة إصابة أي شخص في محيط الدراسة أو الأسرة وكيفية وقاية الاخرين في حالة إصابة الشخص نفسه أيضًا بأي مرض مُعدي .
-تحفيز المواطنين على العمل التطوعي الذي يهدف طوال الوقت إلى نشر الوعي والثقافة الصحية بين أفراد المجتمع بالكامل ، والاهتمام بالرسالة التثقيفية الصحية المُراد توصيلها إلى الأفراد ؛ حتى تكون مُقنعة وجذابة قدر الإمكان .
-استخدام جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية من أجل تعزيز درجة الوعي الصحي والثقافة الصحية والعامة لدى المواطنين ، ولا سيما أن العديد من هذه الوسائل تصل إلى الأفراد بشكل أكثر تأثيرًا من الوسائل الأخرى .
تطوير مستوى الصحة المجتمعية
أشار منظمة الصحة العالمية إلى أن تعزيز الصحة المجتمعية ينطوي على بعض النقاط الهامة التي يجب على جميع الدول أن تسعى إلى تطبيقها ، مثل [2] :
-توفير أهم وسائل وسبل الإسعافات الأولية وتوفير الأماكن التي يُمكن للمواطنين من خلالها الحصول على العلاج الكافي حتى يتماثل للشفاء تمامًا .
-حصر حجم المشكلة التي يتعرض لها أي مجتمع في حالة انتشار أي مرض مُعدي ومحاولة تقديم الرعاية الصحية اللازمة إلى الأفراد ونشر القدر الكافي من الثقافة الصحية فيما بينهم من أجل القضاء على المرض ، والحرص أيضًا على توفير اللقاحات والأمصال والاختبارات الطبية من أجل القضاء على هذا النوع من المشكلات الصحية بأقل قدر من الخسائر الممكنة .
-يجب على الحكومات والدول المختلفة والمؤسسات الطبية العامة والخاصة أن توفر لأفراد المجتمع المستلزمات والأدوات والأجهزة الطبية اللازمة وأن يتم توفير الكميات الكافية من الأدوية أيضًا وخصوصًا الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة المنتشرة في معظم الدول والتي تختلف من دولة إلى أخرى .
أهم برامج صحة المجتمع
هناك أكثر من برنامج وخطة تثقيف صحي يُمكن الاعتماد على أي منهم من أجل تحقيق أفضل مستوى صحة مجتمعية ، ومن أهمها ، ما يلي :
-الحرص على إرساء مبدأ العمل التطوعي داخل الأوطان والمجتمعات ؛ نظرًا إلى الدور الفعال الذي يلعبه المتطوعين في نشر رسائل التوعية والتثقيف الصحي .
-الحرص على عقد ندوات ومؤتمرات واجتماعات من اجل مناقشة أوضاع المجتمع الصحية والوقوف على أهم المشكلات الصحية التي تواجهه وعرض أهم المقترحات للقضاء على هذه المشكلة قدر الإمكان .
-إطلاق حملات الوقاية الصحية وخصوصًا في المدارس والجامعات ومؤسسات العمل العام والخاص والأماكن التي يكثر بها أكبر عدد ممكن من الأفراد ؛ ومن ثم يكون نشر التوعية الصحية أكثر شمولًا ويصل إلى أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع .
-استخدام الأشخاص الأكثر تأثيرًا في المجتمع والكثر نجاحًا وتميزًا وقبوًا أيًَا وغطلاق الحملة التوعوية الصحية من خلالهم ؛ حيث أن ذلك من شأنه أن يجذب اكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع إلى أي حملة وقاية صحية تطلقها الدولة .
-الاستعانة بالمشاهد التمثيلية وتوضيح ما سوف يؤول إليه حال الفرد وأسرته ومجتمعه إذا لم يلتزم كل فرد بدوره في تحقيق مبدأ الصحة المجتمعية ؛ ولا سيما أن هذا الإجراء يُساعد في جذب عقل وانتباه المشاهد ، ومن ثم ؛ يدرك بشكل أعمق مخاطر عدم تطبيق أهم مبادئ الوقاية الصحية والابتعاد عن السلوكيات الخاطئة ولا سيما إدمان المخدرات والتدخين وغيرهم .
ويُذكر أن العديد من الخبراء والعاملين في منظمة الصحة العالمية ومنظمات الصحة الأخرى مثل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية وغيرهم قد أكدوا على أنه لا سبيل إلى تقدم ورفعة أي نجتمع ما لم يقم أولًا بتوطين أفراده على أهم مبادئ تحقيق مفهوم الصحة المجتمعية والصحة العامة .