TODAY - October 05, 2010
منع الموسيقى لأسباب «دينية» ألغى مهرجان بابل الفني
بابل - فاضل رشاد
فشل «مهرجان بابل» الذي اختتم أمس بعد دعوات واسعة إلى مقاطعته احتجاجاً على إلغاء مجلس المحافظة الحفلات الموسيقية والغنائية، بدعوى أن المدينة «طابعها إسلامي»، ما جعل الحضور شبه معدوم، على عكس ما كان يتميز به المهرجان قبل العام 2003 من إقبال كبير ومشاركة أشهر المطربين العرب. وانتشرت في بابل (100 كلم جنوب بغداد) لافتات تدعو إلى مقاطعة المهرجان الذي عقدت دورته السنوية من الثاني وحتى الرابع من الشهر الجاري، بسبب إلغاء الفعاليات الموسيقية والغنائية. لكن محافظ بابل صادق المحنة عزا فشل المهرجان إلى «عدم وجود تنسيق بين المحافظة ومجلسها وبين وزارة الثقافة في شأن البرنامج».
وقال المحنة لـ «الحياة» إن «وزارة الثقافة تتحمل وحدها مسؤولية فشل المهرجان، فنحن نرعى مهرجانات مختلفة، لكن الوزارة لم تطلعنا على برنامج المهرجان إلا قبل فترة وجيزة». وأوضح: «لم أعلم بالمهرجان إلا قبل يومين من انطلاقه... واعترض مجلس المحافظة على إقامة حفلات موسيقية غنائية، كون المدينة طابعها إسلامي». ولفت إلى أن «المهرجان الذي استمر ثلاثة أيام كان شعاره حضارة الماضي وثقافة الحاضر، واعتبر تظاهرة ثقافية لما تخللته من فعاليات ومعارض تشكيلية وفوتوغرافية وقراءات شعرية وبحوث أدبية، فضلاً عن فعاليات للرسم الحر بمشاركة فنانين من دول أوروبية وعربية».
وألغى بعض الفرق مشاركته في المهرجان بسبب «مشاكل تنظيمية»، كما أعلنت وزارة الثقافة والشباب في إقليم كردستان أن وفد الإقليم ألغى مشاركته في مهرجان هذا العام «لأنه لن يتضمن فعاليات فنية وسيقتصر على النشاطات الثقافية»، على خلفية اعتراض مجلس المحافظة على الحفلات الموسيقية.
وأعربت موسيقية دنماركية تدعى ايزابيلا جاءت إلى بابل للمشاركة في المهرجان، عن خيبة أملها لمنع الحفلات الموسيقية. وقالت: «جئت إلى بابل ولدي أمل بالمشاركة في تقديم عرض موسيقي، لكني فوجئت بعدم إتاحة الفرصة لي للمشاركة، ما جعل حضوري لمشاهدة معالم مدينة بابل الأثرية فقط».
إلى ذلك، أعلن «اتحاد أدباء وكتاب بابل» في بيان أصدره قبل ساعات من انطلاق فعاليات المهرجان المقامة في منتجع قصور الرئيس السابق صدام حسين، «مقاطعة المهرجان، بسبب عدم تبني إدارة المهرجان اقتراحه استضافة شعراء عراقيين وعرب وأجانب».
يُذكر أن «مهرجان بابل الدولي» يقام سنوياً على مدرجات مدينة بابل الأثرية وسط العراق، منذ العام 1985، حين أقيم تحت شعار «من نبوخذ نصر إلى صدام حسين، بابل تنهض من جديد». وتوقفت الحكومة العراقية عن تنظيم المهرجان بعد العام 1992، ثم عادت لتستأنفه في السنوات الأخيرة التي سبقت الغزو الأميركي في العام 2003.
دار الحياة