لاجراء الاختبار
اضغط هنا
اليسار - الليبرالية (الليبرالية الاجتماعية): يسعى الأفراد في هذا المحور الى التمسك بالحرية الفردية في الوقت الذي يقومون به بفرض ضرائب على السوق لتوفير المنافع الاجتماعية للمحتاجين. ينظر هؤلاء الى أنفسهم كساعين إلى تحقيق توازن بين الحرية الفردية والعدالة الاجتماعية، والعمل لصالح التعددية الثقافية، والحكومة العلمانية، والتعاون الدولي. في حين أنهم بالإجمال يشككون في تدخل الدولة في الشؤون الاجتماعية، لكنهم مع ذلك يؤيدون الدور الشرعي للدولة في مكافحة التمييز وضمان المساواة في المعاملة.
اليسار- المحافظ (الديمقراطية الاجتماعية): يسعى الأفراد في هذا المحور إلى تشجيع الحلول الجماعية للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء. ينظر هؤلاء إلى أنفسهم كداعمين للنمط الحكومي الذي يحدّ من تجاوزات الرأسمالية ويقلّل من عدم المساواة عن طريق إقامة دولة رفاهية عالمية ونظامٍ اقتصادي مختلط. يسعى هؤلاء أيضاً إلى تشجيع الحلول الجماعية وإعادة التوزيع الاقتصادي والقيم المشتركة داخل المجتمع عن طريق الديمقراطية القائمة على المشاركة مع الدولة.
اليمين - المحافظ (المحافظين): يسعى الأفراد في هذا المحور الى الحفاظ على النظام الاجتماعي والاقتصادي التقليدي والتمسك بسيادة الدولة. ينظر هؤلاء إلى أنفسهم كمدافعين عما أراد أسلافهم، ويفضلون قوانين الهجرة الصارمة والقيم التقليدية، والجيش القوي. في حين أنهم بالإجمال يتقبلون قيام الدولة بدورٍ ما في مسائل الأمن القومي والثقافة، إلاّ أنهم من أكثر المشككين في تدخل الدولة في الاقتصاد.
اليمين - الليبرالي (الليبرالية): يسعى الأفراد في هذا المحور إلى التمسك بالحرية كأساس للسياسة الجيدة في جميع النواحي. يميل هؤلاء إلى اعتبار أنفسهم من أشد أنصار الحرية الشخصية والاقتصادية على حد سواء، ويشككون بشدة في الخطط والأهداف الجماعية، مشددين عوضاً عن ذلك على مبدأ التجمعات التطوعية وقدرة الفرد على تكوين آرائه الخاصة. يرى هؤلاء بالإجمال أن دور الدولة يجب أن يكون أقل من دور الأفراد في المحاور الثلاثة الأخرى، ويؤمنون بدلاً من ذلك بالنظام الاجتماعي العفوي للسوق.
المحور الأفقي: اليسار- اليمين
في اختبارنا، يُستخدم محور اليسار- اليمين كمقياس لوجهات النظر الاقتصادية للمجيب على الأسئلة. يفضّل اليسار تدخل الدولة والتنظيم الاقتصادي في حين يفضّل اليمين الحرية الاقتصادية. هذا يعني أن اليسار يميل إلى دعم الجهود التي تبذلها الدولة لكبح جماح ما يرونه كجوانب غير عادلة أو غير أخلاقية للسوق الحرة، بينما يميل اليمين إلى الاعتقاد بأن المعاملات بين الأطراف الخاصة ينبغي أن تكون من حيث المبدأ خالية من أي تدخل حكومي.
غير أن النطاق الذي يغطّي موقف المجيب على الأسئلة حول المسائل الاقتصادية ليس كافياً لتفسير التفاوت الكبير الذي نراه داخل هاتين المجموعتين. من هذا المنطلق نقدّم محوراً ثانياً.
المحور العمودي: المحافظ - الليبرالي
ينطلق جميع الليبراليين من المبدأ القائل بأن التمسك بالحريات الفردية هو أكثر أهمية من تأمين احتياجات المجتمع. يميل اليسار الليبرالي إلى القول بأن الفرد لا يمكنه أن يستخدم حرياته أو حرياتها الشخصية بدون قدرٍ من الثقافة والراحة المادية. في رأيهم، يستلزم ذلك إعادة توزيع الثروة بين الأغنياء والفقراء. على النقيض من ذلك، يميل اليمين الليبرالي الى القول بأن فرض الضرائب على شخص ما ضد إرادته بغية توفير استحقاقات الرعاية الاجتماعية للآخرين يشكل فعل إكراه، وبالتالي انتهاكاً للحرية الفردية. قد يفضلون دعم الأعمال الخيرية وتقديم المساعدات للفقراء، ولكنهم يفضلون أن تكون هذه الأعمال طوعية.
ينطلق كافة المحافظين من المبدأ القائل بأن رفاه المجتمع يجب أن يتقدم على الرغبات الخاصة لأفراد معيّنين. يميل اليمين المحافظ إلى اتخاذ ما يمكن أن يسمى بالرؤية الأبوية للسياسة، وهي التي تحابي المجتمع الهرمي واتخاذ وجهة نظر صارمة حول موضوع التهديدات، حيث ينتهي المجرمون في السجون، ويتم ردع القوى الأجنبية عن طريق دفاع قوي. من جانبهم، وبينما يميل العقائديون من محور اليسار للاحتفاظ بالقيم الليبرالية، تشير الأبحاث الى أن شريحة كبيرة من الناخبين الذين يجمعون بين الرؤية اليسارية للاقتصاد والدعم للقيم التقليدية لمجتمعهم، ينظرون أيضاً بنظرة مشككة للهجرة (مودي 2013).
نقاط الضعف والقيود
يهدف اختبارنا إلى تغطية التيار الرئيسي للآراء السياسية الموجودة داخل الديمقراطيات الغربية المعاصرة. هذا يعني أن اختبارنا يعاني من صعوبة في استيعاب الآراء المتطرفة أو المحدودة الرؤيا مثل اللاسلطوية الفوضوية، اللاسلطوية الرأسمالية، الاشتراكية المتطرفة، والفاشية. في حين أنه يتوفّر في السوق حالياً اختبارات للتوجهات السياسية التي تدّعي تغطية مجموعة كاملة من الآراء داخل المحاور البسيطة نسبياً كتلك التي أدخلناها في مخططنا، إلاّ أنّ النتائج العملية (مثل رسم الزعماء الديمقراطيين في الوسط على مرمى حجر من هتلر وكيم جونغ أون) تبدو أنها تؤدي الى التشويش أكثر من التثقيف.
ثمة مسألة أخرى. في حين أنّ كلا المحورين هما على نفس القدر من الأهمية من الناحية النظرية، فإن حقائق السياسة البرلمانية تميل إلى إظهار أنه من الناحية العملية نادراً ما يتم تشكيل التحالفات عبر قسمي اليسار واليمين. على الرغم من أن الليبراليين والمحافظين، من حيث المبدأ، يمكنهم تشكيل تحالفات ضد نظرائهم، فهذا لا يحدث أبداً في السياسة الفعلية. من ثم، وبينما يقال كثيراً أن محور اليسار - اليمين هو محور بالٍ، إلاّ أنه يظلّ مع ذلك المقياس الوحيد الهام في السياسة الأمريكية والأوروبية.
المصادر
كاس مودي، ”ثلاثة عقود من الأحزاب الراديكالية اليمينية الشعبية في أوروبا الغربية: ماذا بعد؟“، المجلة الأوروبية للبحوث السياسية، المجلد 52، العدد 1، كانون الثاني (يناير) 2013.