السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكثير من الاشياء نسمع بها ونبدي اعجابنا بها بل في بعض الحالات نتعجب عند سماعها ولكن كم من الامور هذه قد نحظى بفرصة لكي نجربها بانفسنا ونعيش تجربتها ونشعر بتفاصيلها صغيرها وكبيرها بل نستطيع ان نلمس اشياء عجز الناقل او القاص عن ايصالها لنا ليس لعجز منه او تقصير ولكنه لم يستطيع ان يجد الكلمات التي تعبر عنها بشكل دقيق
لقد من الله علي بتجربة احدى هذه الاشياء التي اتكلم عنها
لقد سمعت الكثير عن حب الناس للحسين ع وعشقهم له وتفانيهم في خدمته او خدمه زواره تقربا الى الله تعالى بحب ابن بنت نبيه الكريم عليه افضل الصلاة والسلام
حقيقة اقف عاجزا عن التعبير عما رايته ولم اتصور انني ارى هذه الاشياء في حياتي يوما ما ان ارى هذا التفاني وهذا الاخلاص بالعمل والمشاعر والكلام والحب النابع من القلب حيث تستطيع ان تميز هذا الشي وتشعر به من خلال تصرف هولاء الناس تصرف لا استطيع ان اقول عنه شي سوى انه عشق بمعنى الكلمة حيث يذوب العاشق بالمعشوق
لقد سمعت الكثير من القصص والاشياء الجميلة من ناس قد سبقوني بهذه التجربة ولكن الان اقول بانهم لم ينصفوها ولم يقولوا عنها سوى القليل بل اقل من القليل ولكن ها انا عندما احاول ان اكتب عن هذه التجربة اجد نفسي عاجزا عن انتقاء الكلمات التي تفيها حقها والتي تستطيع ان تصف ما شعرت به من احساس وشعور تجاه هولاء الناس الذين تركوا بيوتهم واعمالهم واولادهم وجاءوا من اجل خدمة زوار ابي عبد الله الحسين وكل واحد منهم قد ابدع بعمله وخدمته بل يتنافسون في الخدمة التي يقدمونها وكل واحد منهم يحاول ان ياتي بشي جديد يؤمن له خدمة اكبر عدد من الزارين ابتداءا من نوعية الطعام وجودته بل ذهبوا بهذا الاتجاه نحو الرقي في تقديم الوجبات من حيث النوعية والكمية بل ابدعوا في ذلك فلا اعتقد انني لم اجد اي توع من الاطعمة في السوق ولم اجده في المواكب الحسينية الجميع يعلم بفن التسويق وكم هي النظريات العالمية في هذا المجال التي تضمن للبائع اكبر عدد من الزبائن ولكنني حقيقة اقولها بان اصحاب المواكب قد كتبوا باخلاصهم للحسين نظريات جديدة في فن التسويق حيث انهم ابدعوا كثيرا في ذلك فتجد القيمة والفاصوليا والتمن وانواع المروقات العراقية الشهيرة والدولمة والكبة والكباب والكص والتكة والسمك والبرياني والتاجينة ومطبك السمك والكثير من الانواع التي غابت عن بالي الان وانا اكتب هذا الموضوع بل اكثر من ذلك وجدت بعضهم قد قام بعمل فرن صمون متحرك وينتج صمون بكمية كبيرة جدا تصل الى اكثر من الف صمونه بالساعة نعم لا تستغربون الرقم وعند سؤالي له لماذا هذا العدد الكبير قال لي لانه قد قام باختيار الموقع النموذجي لمكان الموكب تخيلوا ( المكان النموذجي) وعند سؤالي عن قصده بالمكان النموذجي قال لي المكان الذي يسمح لنا بخدمة اكبر عدد من الزوار يعني ما معناه بالعلم الحديث قد قام ببحوث ودراسة جدوى ودراسة تحليلية للمكان المناسب هل تتخيلون عن ماذا اتكلم انا الان انا اتكلم عن ناس بسطاء يعيشون يومهم بمنتهى البساطة ولكنهم من حبهم للحسين ع قد ابدعوا بعملهم ووصلوا الى درجات متقدمة جدا في ذلك من غير ان يدركوا ذلك وببساطة شديدة لانهم لا يهمهم ذلك المهم نوع الخدمة التي يقدمها وعدد الزائرين الذين يتشرفهم بخدمتهم نعم يتشرف وهذا ما سمعته منهم مرارا وتكرارا بل انا لمسته منهم من كلامهم وسلوكهم مع الزائرين عندما تقترب من الموكب تشعر بانك المتفضل عليهم بقدومك نحوهم بل اكثر من ذلك تسمع كلام الترحيب والتهليل بقدومك وكانك قد جئتهم بشي قد طالوا الانتظار لقدومه .
ولا يتوقف الحديث هنا عن نوعية الطعام المقدم للزائرين بل بتنوع الخدمة تارة تجد من يقدم عليكم ويتوسل بك لكي تسمح له بغسل قدميك وتدليكها لك حتى يخفف عليك عبء السفر وطول المسافة وتجد من يقدم لك الخدمة الطبية والاستشارات المجانية لاي عارض صحي قد تتعرض له وتجد ايضا الاسكافي الذي يقوم باصلاح نعليك التي قد تمزقت من المسير بها لمسافة طويلة او تجد من يقوم باصلاح عربات الاطفال مجانا وتامين الادوات الاحتياطية لادامتها ومساعدتك حتى تستطيع ان تكمل مسيرتك وتصل الى مبتغاك او تجد من يقسم عليك بكل شي مقدس لديك لكي تمن عليه بالمبيت في بيته لكي ينال بركة مبيت زوار الحسين ع في بيته او من يقدم لك الاتصال النحلي او الدولي المجاني لكي تطمئن على اهلك وناسك وانت بطريقك الى كربلاء العز او حمامات البخار المتنقلة من مكان الى اخر وحسب كثافة الزائرين بالطريق او من يقوم بتدليك قدميك بانواع المراهم الطبية التي تخفف من المك وتقويك على اكمال مسيرتك او من يقوم بتامين شواحن لهاتفك النقال حتى لا تنقطع عن عالمك بل حتى تجد بعضهم قد وضع النقود في صينية ويقول لك ( اخذ كروة يا زاير للعودة)
ولا اريد ان اطيل عليك بانواع العصير والالبان والاجبان والماء والمشروبات الغازية وانواع الحلويات الفاخرة والشكولا التي استطيع ان اجزم بان اغلب الناس لا يستطيعون شراءها بحياتهم اليومية لارتفاع سعرها وعجزهم عن تامينها لوضعهم المعيشي .
انا متاكد بانني اغفلت الكثير وانا ادرك الان لماذا من تكلم عنهم بالماضي لم يعطهم حقهم ليس لانه لا يريد ذلك بل لانه عجز عن وصف ما شاهد او سمع او فاته الكثير لكثرة الافكار والكلمات التي تتقافز في مخيلته ولا يستطيع ان يرتبها في كتابته .
ولا يفوتني ان اذكر شي اخر وهو انك ترى جميع الاعمار سائرين على طريق الحسين ابتداء من ٣ سنوات (بدون عربة) الى ٨٠ سنة وتجده قد اخذ الدهر منه متخذه وحنى ظهرة من مشقة سنوات عمره وعندما كان يصل الى سمعنا عن عمليات ارهابية تستهدف الزوار كنت اراهم يلبسون اكفانهم وينطلقون مسرعين عسى ان يمن الله عليهم بالشهادة بطريق سيد الشهداء حقيقة لا استطيع ان اتذكر عدد المرات التي يهزني بها الموقف واقف عاجزا ابكي لما ارى واسمع بل استطيع الجزم بانني قد قطعت اكثر من نصف الطريق ابكي لشدة تاثري بحبهم للحسين وتفانيهم لخدمة زوار الحسين فهنيآ لهم هذا الاخلاص والحب والتفاني واسال الله ان يمن عليهم بالخير والصحة والبركة ويرجعهم الى اهلهم وذويهم سالمين غانمين مكللين برضوان الله عزوجل ونيل شفاعة رسول الله واهل بيته عليه الصلاة والسلام
واخيرا اتذكر قول رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام ان للحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد ابدا
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ولا جعله الله اخر العهد مني بزيارة الحسين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته