النكد العدو الأول للحياة الزوجية
معظم الأزواج في وقتنا الحاضر يشعرون بحالة نكد شبه دائم في المنزل، ولا يدركون كيف يتصرفون مع زوجاتهم في حال حدوث أي عارض أو مشكلة يواجهها الاثنان معاً.
ولكي ينعم الأزواج بحياة زوجية سعيدة، عليهم التعرف على أبواب النكد في الحياة الزوجية:
– غيرة الزوج أو الزوجة من أهم أسباب النكد والشعور بعدم الأمان في الحياة الزوجية، فقيام كل منهما بالتحقق من كل سلوك يقوم به الآخر، وتتبع الاتصالات التليفونية ومراقبة التحركات؛ كلها أخطاء يقعون فيها وتقلل من ثقتهم ببعضهم بعضا، مما يؤدي إلى تكدر صفو الحياة الزوجية.
– غالبا ما تقع الزوجة في حيرة من أمرها والزوج أيضا، فبعد الزواج كل واحد منهما يكتشف الآخر على حقيقته، ويستغرب من أن الذي أمامه هو ليس الشخص نفسه قبل الزواج، وأنه بحاجة إلى تعديلات ليصبح طبق الأصل لما يريد، مما يؤدي إلى عدم الشعور بالرضا عن شخصية الآخر، وتصبح هناك فجوة كبيرة بينهما، مما يهدد الحياة الزوجية بأكملها.
– بعد مرور سنوات من الزواج، يصبح الملل في العلاقة الزوجية أمرا مفروغ منه، فينسى كل منهما واجباته للآخر، وأنه كان بينهما حب وأنهما بحاجة إلى عاطفة متجددة دائما، وهناك لفتات بسيطة لها آثار عظيمة في نفسية كل واحد منهما.
– انتقاد الأزواج لبعضهم في كل أمر يفعلونه والتدخل في تفاصيل حياة الآخر، أو محاولة إصدار القرارات نيابة عن كل واحد منهما، وبالتأكيد هذا الانطباع ينقلب إلى معركة، لا بد أن يخرج كل منهما منتصرا على الآخر، فتتحول الحياة الزوجية إلى حلبة مصارعة، البقاء يكون فيها للأقوى.
– التواصل والحوار بين الزوجين مهم وحيوي للعلاقة الزوجية؛ فالزوجة تحب الأسئلة والنقاش في أمور كثيرة والزوج يتذمر ويشكو دائما ويلتزم الصمت، وأحيانا يكون العكس بين الأزواج، فيتحول الحديث بين الزوجين إلى نكد له القدرة على تدمير الحياة الزوجية بأسرها.
وهناك أفكار ونصائح تخفف من النكد والتوتر في العلاقة الزوجية؛ منها:
– التخلص من الشك غير المبرر والنكد، وإذا انتابك الشك في زوجك، فبادري قبل كل شيء إلى رؤية النقص الذي عندك وحاولي التغيير واللجوء إلى أسلوب الاحتواء واستوعبي زوجك حتى تختصري المشاكل.
– الاستمتاع بالحياة لأن العمر قصير والحياة فيها الفرح والسعادة، فلا داعي للوقوف والانتقاد لكل مشكلة، وإنما التغاضي عن بعض المشاكل الصغيرة وحلها في وقتها.
– أن تترفق الزوجة بعدم إثقال الزوج بالطلبات المادية، وأن تخفف من رفع صوت الشجار مع أولادها وزوجها، وبخاصة عند العودة من العمل مباشرة، فيمكنها أن تحل كل مشاكلها عن طريق الحوار الإيجابي والهادف، وفي الوقت نفسه بدون ترك أي تراكمات وحقد وكراهية تؤدي إلى زيادة المنازعات، وهذا مطلوب من الطرفين.
– على كل زوج وزوجة البحث عن النقاط المشتركة الايجابية بينهما في حياتهما، وأن ينسيا العيوب والسلبيات ويتعاملا بالصبر والحب وعدم اللجوء إلى أسلوب الشتائم والمعايرة.
– عليك بالصمت عند حدوث أي نكد، وبخاصة إذا كان الزوج عصبيا وقد يظن أنك تهربين منه ولا تريدين سماعه، ولكن عندما يهدأ يبدأ دورك ويمكن حل مشكلتك بكل سهولة، ويستمع لك ويعرف أنه مخطئ، وأحيانا بعض الأزواج عندما يهدأون يبدأون بالاعتذار والعكس صحيح.
وعليكما أيها الزوجين أن تتخلصا من أبواب النكد ومعرفة قيمة الحياة الزوجية مع بيان كيفية إدارة نجاح هذه الحياة والقدرة على التعامل معها.
فالحياة الزوجية هي رسالة سامية وهي شراكة بين زوجين قائمة على الرباط الوثيق منذ بداية الحياة إلى نهايتها على أسس سليمة ترضي الزوجين.