ما معنى ملحمة جلجامش

ملحمة جلجامش أقدم حكاية ملحمية في العالم كانت تكتب قبل 1500 عام من كتابة هوميروس للياد، فما معنى ملحمة جلجامش؟

ملحمة جلجامش هي ملحمة يعود تاريخها للحضارة السومرية القديمة، وتعتبرالملحمة السبّاقة بين أغلب ملاحم الآداب الأخرى في الحضارات القديمة كالحضارة الفرعونية أو الإغريقية اللّتين قدمتا كلًّا من الملحمتين الخالدتين الإلياذة وأوديسا.
وهي مكتوبة بالخط المسماري وباللغة الأكادية على ألواح طينية، وتمّ اكتشافها للمرة الأولى عام 1835، في أحد المواقع الأثريّة التي اكتُشفت صدفةً، والتي تبيّن فيما بعد بأنها المكتبة الخاصّة بالملك الأشوري أشور بانيبال في مدينة نينوى بالعراق، وحالياً يُحتفظ بها في المتحف البريطاني.
تصوّر الملحمة نزاع وصراع الإنسان القديم مع ذاته وذلك يظهر جلياً من خلال شخصياتها المرسومة بصورة فلسفيّة وإنسانية بشكل يوضّح تماماً الصراع بين كل من الشر والخير، الحب والحياة، الموت والخلود.
تُظهر الملحمة البطل جلجامش وهو في حالة من القوة والرغبة الجامحة بالتحدّي التي أظهرها تجاه الآلهة، ووفقاً للأسطورة آثار هذا حفيظة الآلهة تجاهه، فخلقت بطلاً آخر ليكون خصماً له رغبةً بالتخلص منه، كان منافسه اسمه أنكيدو والذي بعد صراعه مع جلجامش أصبحا صديقان عزيزان، وخاضوا الكثير من المعارك التي خلّدتهما كبطلين أسطوريين.
إن موت أنكيدو مثّل فاجعة كبيرة لجلجامش وجعله يكتشف معانٍ أخرى في الحياة مثل الموت وبأن القدر دائماً يرسم نهايات للأبطال، وهذا جعله يهيم في البراري والصحاري ناشداً الخلود.
حياة جلجامش بعد العودة من رحلته الصعبة في البحث عن الخلود كانت مليئة باللهو وظلم الناس فحكم 126 عاماً ليخلفه في الحكم ابنه أوننجال بعد موته.




أقدم ملحمة أدبية تاريخية في العالم، تم اكتشافها بين أنقاض مكتبة آشوربانيبال في نينوى عام 1853م، وهي مكتوبة على 12 لوحًا طينيًا، وتعود النسخة الأكادية منها إلى 1300-1000 ق.م.
تحكي الملحمة عن الملك أوروك السومري “جلجامش”، الذي لم يكن بطلًا فحسب بل أيضًا ملكًا تاريخيًا لأوروك، وتحول من ملك بشري إلى بطل شبه مقدس لأعظم قصة في بلاد ما بين النهرين.
تدور أحداث الجزء الأول من الملحمة حول مغامرات جلجامش وأنكيدو الذي أرسله الملوك العظام في بداية الأمر لردع جلجامش عن ممارسة الجنس مع جميع العرائس الجديدة وهو ما كان يزعج سكان أوروك فناشدوا “آنو” ملك السماء العظيم ليضع حدًا لأفعاله.
لكن جلجامش ينتصر على إنكيدو ليصبحان بعدها من أعز الأصدقاء، كما يهزمان معًا الوحش خامبابا. وبسبب رفض جلجامش لتقرب عشتار، فحرّض الملوك عليه ليقرروا معاقبته بقتل أنكيدو.
ويتطرق الجزء الثاني من الملحمة إلى الحزن الذي أصاب
جلجامش على موت صديقه، وخوفه على حياته وسعيه للخلود، ويبدأ بالبحث عن “أوتنابشتم”، ويدله على عشبة تجديد الشباب، لكن بعد أن يجدها تسبقه إليها أفعى وتأكلها وتحرمه من التمتع بالأبدية.
وتنتهي الملحمة بقبول البطل لواقع عدم تخلّده، ورؤيته لمدينته على أساس جديد يدرك فيه جمالها، ويصبح رجلًا حكيمًا صالحًا، يحكم لـ 126 عامًا.