مبدأ الاخذ بأبعد الاجلين///// يحصل في بعض الأحيان ان يحدد القانون اجلين اثنين لحكم واقعة معينة فهل يعني هذا الخيار بينهما؟؟ وجوابا عن ذلك نقول يمكن استخلاص مبدأ من هذا الاحتمال وهو الاخذ بابعد الاجلين وقد عثرنا على تطبيق لذلك في قانون الأحوال الشخصية لسنة 1959 المعدل فالمادة الثامنة و الأربعون/3منه قضت بان(عدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام للحائل اما الحامل فتعتد بابعد الاجلين من وضع الحمل والمدة المذكورة) بناء عليه فانه اذا حصلت ولادة الحامل المتوفى عنها زوجها قبل اكمال الاجل المسمى فانها تعتد لابعد الاجلين وهو اكمال الأربعة أشهر وعشرة أيام • وفي مجال القانون العام عثرنا على نصوص تجمع اجلين لحكم واقعة معينة ولكنها لم تنص صراحة على الاخذ بابعدهما فالمادة(61/ثامنا/د)من الدستور قضت بانه(في حالة التصويت بسحب الثقة من مجلس الوزراء باكمله يستمر مجلس الوزراء والوزراء في مناصبهم لتصريف الامور اليومية لمدة لاتزيد على ثلاثين يوما إلى حين تأليف مجلس الوزراء الجديد وفقا لأحكام المادة 76 من هذا الدستور) وقد تم تطبيق النص المذكور على حالة استقالة رئيس مجلس الوزراء أيضا وتضمن اجلين الاول هو ثلاثون يوما والثاني تأليف مجلس الوزراء الجديد مع ملاحظة أن الجمع بينهما قرينة على ان الاجل الاول ليس حتميا لوجود بديل في حالة تصرمه وهذا ما تحقق على أرض الواقع فحكومة عبد المهدي استمرت في عملها كحكومة تصريف الأعمال لمدة ستة أشهر تقريبا وهذا يعني الاخذ بابعد الاجلين وهو تأليف مجلس الوزراء الجديد مثال آخر على ذلك هو نص البند(اولا) من قرار مجلس قيادة الثورة(المنحل)رقم 12 لسنة 1997 النافذ والذي اجاز للوزير المختص ورئيس الجهة غير المرتبطة بوزارة أن يكلف من بين اقدم وأكفأ موظفيه عند الاقتضاء الحاصل على شهادة جامعية اولية في الاقل في الاختصاص ذي العلاقة بعمل الدائرة او في الاختصاص المقارب له بتولي ادارتها وكالة ولمدة لاتزيد على ثلاثة أشهر الى حين تعيين مدير عام اصيل لها • ان النص المذكور ضم اجلين أيضا اولهما ثلاثة أشهر وثانيهما تعيين مدير عام اصيل فاذا انسلخ الاول فانه يصار الى تطبيق الثاني وهذا ما حصل واقعا اذ ما زال المدراء العامون المعينون وكالة شاغلين لمناصبهم ومستمرين بممارسة مهامهم • زبدة القول أن مبدأ الاخذ بابعد الاجلين معمول به في نطاق القانون العام ولو ان الفقه الاداري غفل عنه ولم يشر اليه تصريحا اوتلميحا من أجل استمرار الدولة وعمل مرافقها العامة في كل الظروف والأحوال وليصبح الكلام عن غيابها او توقفه نسجا من الخيال.(منقول).