فاجأت “ج. ك. رولينج” محبيها بالإعلان عن كتابها الجديد المقدم للأطفال، والذي سينشر على حلقات يومية من خلال موقعها، مجانًا. كتاب “The Ickabog” هو أول كتاب أطفال تصدره “ج. ك. رولينج” ولا ينتمي إلى عالم “هاري بوتر” الشهير، وقد كتبته قبل أكثر من 10 سنوات لأطفالها لكن قررت الآن فحسب إخراجه للعلن، بسبب أزمة وباء كورونا.
ج. ك. رولينج تعلن عن كتاب “The Ickabog” :
تصف مؤلفة هاري بوتر “ج. ك. رولينج” كتابها الجديد “The Ickabog” بقولها: “هو من أجل الأطفال الخاضعين للحظر، أو حتى أولئك الذي عادوا إلى مدارسهم في أيامنا الغريبة المضطربة هذه”. كما وصفت الكتاب من قبل بأنه “حدوتة خيالية سياسية”.
فصول كتاب “The Ickabog” سوف تنشر بالتعاقب يوميًا (34 حلقة) حتى العاشر من يوليو على موقع Ickabog، أما عن الفصلين الأولين فقد تم نشرهما بالفعل يوم الثلاثاء 26 مايو. تقدم الكاتبة فيهما “الملك الجسور فريد” حاكم “كورنوكوبيا”، و”بيرت بيميش” الطفل ذا الأعوام الخمسة. أما “الإيكابوج The Ickabog” فوحش مهيب يأكل الأطفال والأغنام.
طبقًا للمؤلفة، فإنها كانت تنوي أصلًا نشر القصة بعد صدور الكتاب الأخير من سلسلة هاري بوتر عام 2007، غير أنها قررت أخذ وقت راحة من الكتابة فاحتفظت بالمسودة غير منشورة.
نشأة القصة
كتبت “رولينج” على موقعها تقول: “ازددت بمرور الوقت اعتقادًا بأن القصة تنتمي إلى ابني الصغيرين، إذ كنت أقرأها لهما في الليالي يوم كانا طفلين، وهي ذكرى عائلية طالما كانت سارة”.
وقبل أسابيع قليلة عرضت على ابنيها نيتها في استعادة هذه المسودة المخزنة في العلية.
تقول: “شعر ابناي -وهما في عمر المراهقة اليوم- بحماسة مؤثرة. هكذا عثرنا على الصندوق المترب الذي يحتوي على القصة، ومن ثم انغمست في الأسابيع الماضية في عالم خيالي خلت أني لا أرجع إليه أبدًا. العودة إلى العمل على إنهاء الكتاب دعتني إلى العودة إلى قراءة الفصول على أسرتي ليلًا من جديد”.
ثم تضيف: “الحق أنها كانت واحدة من أكثر تجاربي الكتابية استثنائية، فقد راح أول قارئي Ickabog [تعني ابنيها] يخبراني بما يذكران عن الكتاب من صباهما، كما طالبا بإعادة مقاطع معينة كانت تروقهما (وقد انصعت)”.
تقول “ج. ك. رولينج” إن الكتاب وضع أصلًا ليُقرأ للأطفال، وقد صنعته على هذا النحو غير واعية، متأثرة بطريقة حكيه عاليًا لابنيها والتي انعكست بالطبع على أسلوبه. مع ذلك يمكن أن يقرأه الطفل بين 7 إلى 9 أعوام لنفسه.
النسخة الورقية من كتاب “The Ickabog” سيصدر باللغة الإنجليزية في نوفمبر، بالإضافة إلى صورتيه الإلكترونية والصوتية على السواء، على أن تذهب عائداته “لإعانة أولئك الذين أثرت بهم الجائحة بشكل بارز”.
مسابقة لرسوم الكتاب
طلبت الكاتبة من القراء الصغار تقديم رسوماتهم عن القصة، بوضعها على تويتر مع هاشتاج #TheIckabog، وعلى موقع الكتاب، على وعد بأن تضم أفضل الرسوم للكتاب المنشور. تقول: “أريد أن أرى القراء يجمحون بمخيلاتهم! ما يهم هو الإبداع والمجهود، فلسنا نبحث عن المهارات الفنية بالذات”. قالت “رولينج” أيضًا إن القصة عن الحقيقة وسوء استخدام القوة.
بالطبع يتساءل القارئ: هل الكتاب متعلق بالظروف الحالية؟ تجيب “رولينج” على هذا السؤال بقولها: “فكرة الكتاب أتتني قبل ما يزيد على الأعوام العشرة، وبالتالي فهي ليست متصلة بما يجري في أيامنا هذه. الأفكار الرئيسية غير مرتبطة بزمن فيمكن إسقاطها على أي وقت وعلى أي بلد”.
مغزى القصة
كشفت “ج. ك. رولينج” في 2007، في حوار لها مع مجلة “تايم”، أنها تكتب “قصة خيالية سياسية”. هذا الإعلان يؤكد أنها كانت تتحدث عن رواية “The Ickabog” يومئذ. كما قلنا، كان يفترض أن يلحق هذا بسلسلة “هاري بوتر” ذات المبيعات الهائلة؛ والتي اقتبس عنها سلسلة من الأفلام عظيمة النجاح، لكن منعها انشغالها اللاحق بكتاب “منصب شاغر”، وأيضًا سلسلة روايات تحقيق بوليسية صدرت تحت اسم زائف هو روبرت غالبريث (وقد ترجمت هذه الكتب لحسن حظ القارئ العربي)، في محاولة للابتعاد عن أدب الأطفال لفترة.
واضح من فصل القصة الأول أنها تركز على نقد اللامساواة. “كورنوكوبيا”؛ الموضع الذي تقع فيه الأحداث، هي أرض معظمها ذو غنى سحري، أهلها سعداء ينعمون بطعام طيب وفير. لكن في الطرف الشمالي منها يعيش قوم على موارد هزيلة؛ أصواتهم خشنة يسخر منها سكان “كورنوكوبيا”، كما يسخرون من عاداتهم وسذاجتهم.
يأتي هذا الخبر في سياق استمرار الترفيهيين (على اختلاف مجالاتهم) في محاولة تسلية الجمهور المحاصر في البيوت معرضًا للملل والفراغ والقلق. يأتي هذا الخبر بعد فترة من إعلان “ج. ك. رولينج” عن أن أول كتاب من سلسلة “هاري بوتر” سوف يصير متاحًا إلكترونيًّا وصوتيًّا بصورة مجانية، بالإضافة إلى مزيد من مواد القراءة، وكذا قراءات صوتية مجانية لكتاب “هاري بوتر وحجر الفيلسوف”، من تأدية ممثلين منهم “دانيال رادكليف” و”إيفانا لينش” و”بوني رايت”، وأسماء أخرى لامعة من عالمي الفن والرياضة. كما أنها قدمت سماحًا عامًا للعاملين بالتدريس بقراءة “هاري بوتر” لتلاميذهم خلال أزمة حجر كوفيد-19.
محمود أيمن - اراجيك