الخباز.. بدأ حياته بخيبة أمل فتخرّج طبيبا وقائياً فضيلة الدهان - القطيف 30 / 5 / 2020م - 1:26 م
- ويروي أصعب موقف إنساني مرّ عليه بالمستشفى.
- ويقول أعتبر نفسي موظفا عند الله الذي يحاسبني.
- ويسرد توصياته في ظل الجائحة العالمية.
واجه خيبة أمل مع أولى خطواته في الحياة حينما تخلف عن أقرانه في الإلتحاق برياض الأطفال نظرا لصغر سنه إلا إنه اليوم يقف في الصفوف الأمامية بمواجهة طاعون العصر؛ جائحة كورونا.
الطبيب علي الخباز المختص بالطب الوقائي يعمل اليوم ضمن الخطوط الأمامية في مكتب الطب الوقائي بالقطيف بمواجه خطر الوباء العالمي كوفيد - 19.
يقول ”ترعرعت بين أربعة أشقاء وشقيقة واحدة وكانت والدتي تشرف على دراستنا جميعا وكنا متفوقين في جميع المراحل“.
ويتذكر الطبيب الخباز تجربته الأولى حين خاب أمله في الالتحاق برياض الأطفال نظرا لصغر سنه وكيف حرصت والدته على تعليمه مبادئ القراءة والكتابة.
ويقول إن والدته نذرت نفسها لتربية أبنائها وتدريسهم بنفسها حتى أصبح هو وأخوته من المتفوقين في دراستهم وأعمالهم.
ويضيف إن تلك الأم ”ربةُ المنزل“ كانت خيرُ معلمٍ لابنها الذي شقَّ طريقه الدراسي وتفوق في جميع مراحله الدراسية، وحاز على جائزة الأمير محمد بن فهد للمتفوقين الأوائل عندما كان في الصف السادس.
ويتابع الخباز ”يعجز لساني عن وصف والديَّ فوالدتي من صغرنا حتى اليوم تحثنا على التطلع للمراتب العليا والسعي خلف طموحنا والمواصلة في تحقيق أهدافنا“.
ويكمل ”أما والدي فتعلمت منه الكثير كتدبير المال وإدارة الحياة، وكيفية انشاء علاقات مع الناس“.
نشأ الخباز في حي المنيرة بجزيرة تاروت الواقعة في محافظة القطيف شرق المملكة العربية السعودية.
ودرس في المدارس الحكومية بجزيرة تاروت وأكمل دراسته في كلية الطب بجامعة الملك فيصل بالدمام.
كان عضوًا فعالا في لجنة كافل اليتيم بجمعية تاروت الخيرية وأحد مؤسسي نادي الخطابة للتوستماسترز بتاروت، واطلق مبادرة التشجير قبل أشهر في محافظة القطيف.
وعن الصعوبات التي واجهته في دراسة الطب يذكر بأنه كان يعاني من مشاكل في الحفظ ”فالطب يحتوي على مصطلحات كثيرة تحتاج الحفظ“ ولكنه تجاوز هذه الصعوبات ولم يتعثر دراسيا في دراسته.
ويستذكر الخباز في حديثه لـ ”جهينة الإخبارية“ أصعب موقف واجهه في حياته المهنية؛ "وقال من أصعب المواقف التي واجهتني في بداياتي عندما كنت في طوارئ مستشفى الملك فهد التخصصي أني طبقت فيها الانعاش القلبي الرئوي على أرض الواقع لطفل غريق".
ويكمل ”كان أحد اقاربه يحمله مسرعاً وكان الطفل غريقاً بعد رحلة مع عائلته، مزرق لونه وانا مباشرة بدأت باجراء الانعاش القلبي الرئوي، واستمر لمدة ساعة إلا ان حالته ميؤس منها وبعد ساعة من الانعاش اعلنا وفاة الطفل“.
ويوصي طلاب الطب والممارسين الصحيين بعدم اتخاذ مهنة الطب او التمريض مجرد وظيفة وراتب بل التعامل معها على أنها شرف وطني ووظيفة إلهية ورسالة ومنهج حياة ”فأنا دائما لا اعتبر نفسي موظف حكومي وانما انا موظف عند الله الذي يحاسبني إذا ما قصرت“.
وينصح طلاب الطب التعامل مع المرضى معاملة إنسانية ”فهم بشر لديهم مشاعر واحاسيس فاحيانا في خضم الزحام وانهاك العمل؛ قد ينسى البعض أن المرضى بشر مثلنا وانهم ينتظرون العطف والحنان والتفهم“.
وأوصى المجتمع بضرورة الالتزام بالاجراءات الوقائية للحد من انتشار وباء كوفيد - 19 بالتباعد الاجتماعي وغسل اليدين واستخدام الكمامات خاصة المصابين والمخالطين لمصابين، والالتزام بالعزل المنزلي للمصابين والمخالطين لهم أو من يعاني من أعراض صحية.
ويقول ”استمروا في دعم بعضكم البعض حتى نتجاوز هذه الأزمة بسلام“.