.
التعاليم الجديدة لـ “زرادشت “
…………..
لم يكن “زرادشت” فى حاجة إلى كل ما تكلم به
ولم يكن فى حاجة أصلا إلى “الأفاستا”
لو أنه -يا “نيتشة” -قابل فى رحلته المقدسة ،هذا الجسد
كان سيقصر عليه الطريق كثيرا
جسد علوى أصيل
لا شرقى ولا غربى
أرضى تماما
فضيلته الوحيدة “اعمل لدنياك كأنك ستعيش أبدا”
يباغتك بضوء كاشف
يخطف بصرك كله يا “نيتشة”
ضوؤه لا يعطيك فرصة لتدبر الأحداث حولك
مرصوصة على صفحته المجرات بترتيبها الأبجدى
وبعينيه “الداتا” الكاملة لتاريخ حياة الكون
جسد مروي كله بالغمر
على عتبته تتعارك أنهار وأنهار
حول من يبدأ بالسقاية أولا
ومن سينتظر دوره
فيه غابتان وحشيتان ،سقيتا بسائل “التستستيرون” الحر
فأينعت ثمارهما دفعة واحدة
جسد بوسعه أن يراقص النار والماء -على طهرهما- فى آن واحد
وينادم “ليليت” فى خلوة شرعية ،ثم يمنحها آبار الحليب والعسل التى يملكها، دون مقابل
ثم لا يحتاج -أبدا – لقسط من الراحة
لو كان “زرادشت” قابله فى رحلته المقدسة لكان يكفيه أن يصفه ،ثم يقول له :
سلام عليك أيهذا الجسد الجليل
على هواك تقدم وسر
ولا تتبع خطوات احد
وكما يحلو لك اذهب بعيدا بعيدا وفى كل اتجاه
وإن الروح ستأتيك ستأتيك
ستأتيك متبعة خطواتك أنت
ستأتيك صاغرة أو عن طيب خاطر
تأتيك.
هكذا كان سيتكلم “زرادشت”
ثم سيكف عن الكلام للأبد
للأبد .
منقوول