.
ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ﺍﻟﻬﺸﺔ
ﺍﻟﻤﻘﻄﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
كنا ﻧﺤﻦ
الأشباح الهزيلة
ﻧﻔﺘﺢ ﺩﻓﺎﺗﺮﻧﺎ
ﻛﻠﻤﺎ ﺃﻣﺮﺗﻨﺎ ﺍﻷﻡ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ
ﻧﻜﺘﺐ ﺍﻟﺸﻌﺮ
ﻭﻧﻈﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻗﺮﺏ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ
وكان هذا ما يثير ﺳﺨﻂ ﺍﻵﻟﻬﺔ !
ﻭ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺖ ﺗﻜﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ
ﻭﺗﻤﺮ ﺑﻨﻈﺮﺗﻚ ﺍﻟﻤﺪﻫﺸﺔ
ﺑﺴﺮﺏ ﺍﻷﻛﻮﺍﺥ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ
ﻭﺩﺍﺋﻤﺎ ﺗﺮﺗﻄﻢ ﺑﻄﻴﻔﻲ
ﻛﻠﻤﺎ ﻫﺰ ﺳﺮﻳﺮﻙ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻌﻮﺍﺀ ..
ﺗﻤﺮ ﺑﻮﺭﻳﻘﺎﺗﻲ ﺍﻟﻌﻄﺸﻰ
ﻭﺗﺘﻨﻬﺪ
ﻭﺗﻔﻜﺮ بلوني
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺬﻭﻱ ﺑﻬﺪﻭﺀ
ﻗﺮﺏ ﺻﺨﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺳﺮﺍﺑﺎ ..
ﻛﻨﺖ ﺃﻣﺪ ﻟﻚ ﺃﺻﺎﺑﻌﻲ ﺍﻟﻨﺤﻴﻠﺔ
ﻭﺷﻌﺮﻱ ﺍﻟﻔﺎﺣﻢ
ﻭﻛﻞ ﺣﺰﻧﻲ
ﻟﻜﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻓﻘﺪﺕ ﻋﻄﺮﻱ
ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ .
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮ …. ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ ﺃﺧﺮﻯ
ﻛﻴﻒ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ !
ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻒ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺩﺗﻲ
ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺪﺃ ﺍﻟﻤﺘﺨﺜﺮ
ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺍﺣﻲ
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺣﺪﻩ
ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺃﺧﺮﻯ .. ﺃﻳﻀﺎ
ﻟﻦ ﺃﺣﺪﺛﻚ ﻋﻨﻬﺎ
وحوش ﺗﻘﺘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻄﺮ …
ﺗﻨﻬﻤﺮ ﻛﺎﻟﻠﻌﻨﺎﺕ
كلما صفع بيتنا الحرمان
ﻟﻦ ﺃﺣﺪﺛﻚ ﻋﻨﻬﺎ
ﺫﻟﻚ ﺷﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺎﺓ ﺑﺘﺮﻭﺍ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻟﻠﺘﻮ ..
لطالما بدوت ﻟﻚ ﺑﺮﻳﺔ ﻛﺸﻮﻛﺔ
ﻟﻬﺬﺍ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻲ ﻭﻟﻢ ﺗﺴﻘﻨﻲ
ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﻘﺬﻧﻲ
ﻷﻧﻲ ﻓﻘﺪﺕ ﻋﻄﺮﻱ ..
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﻧﺒﻲ
ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺮﻑ
ﻛﺎﻥ ﺫﻧﺐ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻠﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺤﻮﺏ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ
ﻭﺑﻠﻞ ﻭﺟﻪ ﺃﺑﻲ
ﻭﺃﻭﺭﺩﺓ ﺃﻣﻲ
ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻣﺮﺗﻨﺎ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ !
ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﺍﻟﻬﺸﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪﺕ ﻋﻄﺮﻫﺎ
ﻭﻇﻨﻨﺖ ﺃﻧﻚ ،ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ،ﺳﺘﻌﺮﻓﻨﻲ
ﻭﺃﻥ ﻟﻠﻤﻠﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﻲ
ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺪﻣﻊ
ﺭﺍﺋﺤﺔ
ﺳﺘﺪﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﺣﺘﻤﺎ …. ﻟﺘﻨﻘﺬﻧﻲ!
منقوول