.
مرات كثيرة
نهرت يدي التي تكتب
مع أني لا أجد شيئا آخر لأفعله
أنا مفلسة تماما
وليس بوسعي سوى أن أحشو
قلبي بالكلمات،
الكلمات المتاحة للجميع
الكلمات الملقاة على الطريق كالحصى
الحصى الذي بإمكانه أن يشج رأس حمامة
الحصى الذي بإمكانه أن يغرق النهر
طمعت أن أصنع منه تاجا صغيرا لرأسي
.
مرات كثيرة
نهرت يدي التي تكتب
ووعدت قلبي ألا أمشط ريش الحزن ثانية
وألا أتودد للحب بالرسائل
لكني في كل مرة
أعيد الكرة
وأنا موقنة أن الحياة
لا تملك الوقت لقراءة الرسائل
.
مرات كثيرة
نهرت يدي التي تكتب
مع أني لا أتقن شيئا آخر لأفعله
أنا مفلسة تماما
والكتابة هي الفعل الوحيد الذي لم اؤدّ عنه
حتى الآن
على الأقل أكتب لألوم الذين أحبهم
وأملأ فمي المر بالحلوى
وصندوق بريدي بالحدائق والأغاني
.
مرات كثيرة
نهرت يدي التي تكتب
لكني لا أجد ما أصرف به الوقت
ريثما تنتهي فسحتي هنا
دعوني إذن أتسلى بوصف الحياة
كأني خبرتها فعلا
وأقول كلمتي الركيكة كأن أحدا سيسمعها
بعد قليل سأغمض قلبي
ولن يتطوع أحد ليكتب على شاهدي
الأمنيات التي قلتها
يضعون فوق رؤوسنا وسائد متشابهة
من الرخام البارد
يحشرون كلماتنا في جوفنا
وينفضون يدهم منا
معتقدين أن الموتى لا يسمعون .
منقوول