.
الأردية الصوفية
لا تدفيء
روحي
الرحيل
يترك جرحا غائرا
في الذاكرة
يمص دمي
قطرة
قطرة
أنا ما زلت طفلة
تدعي الشجاعة
تخاف الظلام
دق الرياح
علي الباب الخشبي
(2)
لا تتركوني هنا وحدي
أمضغ الوقت
مع الطعام الرديء
الأشخاص
الذين أستطيع خداعهم
بحرفية ممثل
يتقن أداء دوره
في مسرحية
ليس بطلا فيها
بعد أن يضع قناع لابتسامة
علي وجه مشرق
وضحكات صاخبة
لمهرج عجوز
يخفي
عويل الكلاب المسعورة
التي تنهش
روحه كل يوم
(3)
لا تتركوني
هنا وحدي
بعد أن زرعتم
أرضي بالشك
والخوف
فضربت بجذورها
في أعماقي
كنت شجرة
شوك
بلا يقين
(4)
امسك لحظات
الزمن
في ألبوم الصور
ألمس كل صورة
أتحسسها
أمررها علي جسدي
أنفخ فيها من روحي
فتتجسد
بشرا سويا
أحبهم ويحبونني
يشربون معي
قهوتي المرة
الصباحية
يختفون في المساء
لكن
لم تعد روحي
قادرة علي خلق
بشر آخرين
(5)
لا تتركوني هنا وحدي
في مدينة تلفظني
إلي مدن للبيع
لمن يدفع أكثر
أسواق نخاسة
كل شيء بثمن
لا أجيد
حسابات
البيع والشراء
(6)
لم يتسلل
الأصدقاء
الأقارب
الأهل
لداخلي
لم أحب أحدا
لن أحب غرباء
سيتركونني
يوما ما
ويرحلون
أغلق خلفهم
الأبواب
بحرص شديد
بعدها أبني جدرانا وحصونا
جديدة
علي شاطئ قلبي
نهر الملح والثلج
أعد غرفا
لراحلين
هم فقط
الذين يصلون
لسماء روحي
الملبدة بسحب
من خسارات
وفقدان لا ينتهي
(7)
لا تتركوني هنا
وحدي
في شوارع فقدت عذريتها
مع القطط الشاردة
التي تجلس علي المقاهي
لتنسج من دخان النرجيلة
أساطير عن حق الجسد
العاري
في أن يصبح مقدسا
علي سرير
رجل تقدمي
(8)
تطاردني
الأشباح الضالة
المشوهين
صائدو الأرواح
بحثا عن بكارة فتاة
يفضونها علي المذبح
يغسلون بدمها البكر
أجسادهم
فتشفي
يعود الشباب إليها
يظهرون
علي شاشات التلفاز
يتشدقون
بحرية المرأة
الإنسانية المعذبة
لاصطياد فرائس أخرى
أنا ما زلت هاربة
داخلي
في مكان لا
يعرفه سواي
(10)
لا تتركوني
هنا وحدي
بين جدران
تتناول فطورها معي
تبكي بين يدي
بدموع لا يراها سوانا
تطبطب علي
حينما تنخر
الغربة في عظامي
نتنفس سويا
هواء مثقلا
برائحة الماضي
يحكي لي الحجر
قصص مهاجرين
دخلوا مدينتي
تركوا آثار خطواتهم
علي قلبي
ورحلوا
(11)
أصدقائي
الحجارة
الجدران
الأثاث
يشاركونني أحلامي
التي لا تتحقق
وصورتي المزهوة
بكبرياء مزيف
وتكرار
عبارات رنانة
عن ماذا لو كسبت العالم وخسرت نفسك
لتجد نفسك هذه التي كسبتها
مطعونة بمائة ألف خنجر وخنجر
لم يعد في جسدي
مكان لمزيد من الطعنات
وأنا ملقاة على قارعة الطريق
وحيدة .
منقوول