محتويات
  • العوامل المؤثرة في الفن المصري القديم
    • العوامل الطبيعية
    • العوامل الثقافية
    • العوامل الاجتماعية
    • العوامل الاقتصادية
    • العوامل الدينية


الحضارة المصرية القديمة واحدة من أعرق الحضارات على مر التاريخ، تركت مجموعة من الآثار والعلوم والفنون لا زال الكثير منها يشكل لغزاً محيراً بالنسبة للكثير من العلماء فلم يتمكنوا من التوصل لكيفية تمكنهم من القيام بها أو اكتشفاها ومنها عملية التحنيط. وفي مجال الفنون هناك الكثير من اللوحات والتماثيل والرسوم والنقوش على جدران المعابد والقصور وحتى في القبور تدل على براعتهم ومهاراتهم التي لا مثيل لها.
العوامل المؤثرة في الفن المصري القديم
هناك الكثير من العوامل التي أثرت على الفن المصري في الحضارة الفرعونية القديمة، ومنها نهر النيل والصيد والزراعة والسماء والحيوانات بالإضافة للمعتقدات الدينية والمملكتين السفلى في الشمال والعليا في الجنوب، واعتمدت الفنون في الحضارة المصيرية القديمة على استخدام الرموز بشكل عام سواء في الرسم أو النحت بشكل سخي إما لإخفاء رسالة معينة أو إرسال رسالة بعينها، واستخدم في ذلك اللغة الهيروغليفية أو الرسوم المختلفة.
ومن أهم العوامل التي أثرت على الفنون المصرية كان العامل الديني والذي استمر تأثيره لما يقارب الثلاثة آلاف عام، فكان الدين يمثل جزء رئيسي من حياة المصريين القدماء اليومية وتطور كثيراً حتى صار في النهاية الأمر يتطلب لكتب لشرح الرموز الفنية المختلفة التي استخدمت للإشارة للآلهة ، فاستخدمت الرموز للإشارة للملوك بكونهم آلهة حتى بعد موتهم كانت تستخدم رموز جديدة للإشارة إليهم بكونهم آلهة تولد من جديد.[1]
العوامل الطبيعية
يمكن القول بأن ما تركه المصريين القدماء من فنون يمثل انعكاس مشاعرهم وأحاسيسهم بمظاهر الطبيعة الساحرة الخلابة التي كانت تحيط بهم من كل جانب وحالهم في ذلك حال أي أمة بالتأثر بالطبيعة والبيئة المحيطة به، فمما تميز به المصريون القدماء هو بحثهم عن الجمال حيث كان سواء في الأرض أو في السماء ومن ثم تجسيده في نقوش ورسومات على جدران معابدهم ومنازلهم وقصورهم وقبورهم وغيرها، ومن أمثلة تأثير الطبيعة على الفن المصري القديم:
  • تأثر المصريون القدماء بأشعة الشمس المشرقة الذهبية الساحرة الخلابة، وبنهر النيل الأزرق اللامع الذي ينعكس على صفحته السماء الصافية الزرقاء، وبالحقول الخضراء الرائعة المنتشرة على ضفتيه، بالإضافة للصحراء اللامعة الصفراء من حولهم والجبال والوديان، كل تلك المظاهر الطبيعية الخلابة دفعتهم لتجسيد ما لمسوه من جمال على جدران المعابد وأوراق البردي والمقابر وأي مساحة كانت تتوفر أمامهم فلم يتركوها دون أن يملؤها بالرسومات الزاهية.
  • من العوامل الطبيعية أيضاً التي مكنت المصريين القدماء من الإبداع في الفنون هي الخامات الطبيعية التي احتوت عليها الطبيعة المصرية من أحجار تميزت بسهولة النحت والنقش عليها، بالإضافة لطمي النيل فاستخدم في صناعة المنازل وفي صناعة الأواني الفخارية.

العوامل الثقافية
تأثر المصريين القدماء كذلك بمجموعة من العوامل الثقافية التي أثرت على ما تركوه من فنون بشكل واضح، ومن أبرز مظاهر التأثير الثقافي هو التأثر باللغة الهيروغليفية التي تتكون من مجموعة من الرموز النباتية والطبيعية والحيوانية والأشكال الهندسية المختلفة.
فنرى الرسوم الموجودة على جدران المعابد وعلى ما تركوه من أوراق البردي مليئة بالرموز سواء كانت الآدمية أو الحيوانية أو النباتية والتي يرمز كل منها لشيء معين يجسد في النهاية صورة فنية متكاملة سواء بما تحمله من رسالة أو بما تمثله من صورة فنية بديعة.
العوامل الاجتماعية
أثرت العوامل الاجتماعية كذلك على الفن المصري القديم فقد تمتع المصريون القدماء بفترات طويلة من الاستقرار، ونعمت بسنوات هادئة بعيداً عن الصراعات والحروب التي انشغلت بها بعض الحضارات القديمة، وهذا الأمر انعكس على تمتعهم بحياة هادئة جعلتهم متفرغين بشكل أكبر للإبداع والابتكار، فقد مثلت الأسطح المختلفة بالنسبة إليهم مساحات مختلفة للرسم والنقش سواء كانت أسطح جدران المعابد والمنازل أو أوراق البردي أو الأحجار والصخور الضخمة.
كذلك تأثرت الفنون المصرية القديمة بالحالة الاجتماعية لأفراد المجتمع فكلما كان الفنان من طبقة راقية ومن عائلة ثرية كلما كانت الفنون والرسوم التي يتركها ذات جودة ودقة عالية وكلما كان حجم الرسوم والتماثيل أكبر ومصنوعة من مواد ذات جودة عالية، فيما كانت الرسوم والتماثيل التي يتركها فنان من طبقة فقيرة أو متوسطة تعرف بصغر حجمها وانخفاض جودتها من حيث الشكل ومن حيث المواد المستخدمة في صناعته.
مما أثر على فنون المصرين القدماء كذلك هو انفتاحهم هلى الحضارات والثقافات المجاورة لهم، والتي سمحت لهم بالتعرف على أشكال جديدة من الفنون أثرت على الفنون المصرية وساعدت على تطورها.
العوامل الاقتصادية
تتأثر الظروف الاقتصادية لأي دولة بالظروف السياسية السائدة بها فإن كانت الحالة السياسية مستقرة ازدهرت الحالة الاقتصادية والعكس، وكانت مصر القديمة تتمتع بظروف اقتصادية مزدهرة في ذلك الوقت انعكست من تمتعها بحالة من الهدوء والاستقرار، فتمتعت بمصادر دخل متنوعة مثل امتلاكها عدد من مناجم الذهب وازدهار الزراعة وبراعتهم في الغزل والنسيج وصناعة الزجاج.
كل ذلك أدى إلى غنى مصر القديمة وانعكس ذلك على الفنون التي تمتعت بدقة عالية وبجودة لا مثيل لها وبالمثالية الرائعة، فخصوبة الأرض ووفرة المحاصيل وعظم الثروات الطبيعية ووفرة أرزاق الناس عوامل جعلت المصري القديم يعتني بالفن ويقدره ويمنحه مكانة خاصة ويوليه اهتماماً خاصاً، فلم يقتصر الفن في ذلك الوقت على طبقة معينة في المجتمع كما سبق وأشرنا فالجميع كان يهتم بأنواع الفنون من رسم ونحت وغيرها، لذا نجد أن الفنون المصرية تدهورت في العصور المتأخرة وتميزت بقلة جودتها وعدم دقة تفاصيلها كنتيجة طبيعية لانخراطها في الصراعات المختلفة التي تسببت في تدهور الحالة الاقتصادية وتشتت الفنانين.
العوامل الدينية
من أبرز العوامل التي أثرت على الفنون المصرية القديمة هي العوامل الدينية فقد تأثر المصريون القدماء كثيراً بالآلهة وكان لهم دور كبير في كل صغيرة وكبيرة تمر بهم في حياتهم اليومية، لذا كانت جدران المعابد بالنسبة إليهم بمثابة صفحات لكتب يجسدون عليها طقوسهم الدينية المختلفة ورسم مختلف العبادات التي اعتادوا ممارستها تعبيراً عن امتنانهم لهم حتى لا تنقطع عنهم خدماتهم.
وما يفسر النقوش التي تتواجد على هيئة أشكال طبيعية وصور لحيوانات على جدران المعابد والقبور، هو أن المصريين القدماء عمدوا إلى عبادة الطبيعية وجسدوا صور آلهتهم برموز حيوانية لكل منها دلالة معينة وقوة معينة.
أيضاً اعتناء المصريين القدماء بالجانب الديني دفعهم لتطوير فنون الرسم والنقش على جدران المعابد فبعض المعابد لم تمكن أشعة الشمس تصل إليها بشكل جيد بالتالي لم تكن النقوش والرسم تبدو زاهية وواضحة ومن هنا بدئوا في استخدام التلوين بإضافة ألوان زاهية للنقوش والرسوم حتى تظهر لامعة وواضحة.
كذلك فإن الدوافع الدينية واعتقاد المصريين القدماء بالبعث عقب الموت وبالخلود هو ما دفعهم للاعتناء بشكل خاص بالقبور والرسم والنحت عليها بأشكال مختلفة، بالإضافة لصناعة تماثيل مختلفة ومنها تماثيل تشبه المتوفى حتى تتمكن روحه من التعرف عليه والعودة إليه من جديد.
أيضاً بعض المدارس الدينية دعت للتجديد وأثر ذلك على شكل الفنون كثيراً ومنها المدرسة الآتونية التي دعا من خلالها الملك أخناتون إلى تجسيد الإنسان في صورته الحقيقية، وفي الواقع كانت هذه العقيدة واحدة من أكثر العقائد التي أثرت على الفن المصرية القديمة وساعدت على تطويرها كثيراً