محتويات
- ما هي المازوخية
- طبيعة الشخصية المازوخية
- أعراض الشخصية المازوخية
- طرق علاج المازوخية
- البحث عن معالج
- التحكم في القلق
- مواجهة الناقد الداخلي
- تحمل مسئوليتك الشخصية
- التحسر على الماضي
ما هي المازوخية التي تُعد حالة من الحالات النفسية القاسية في الطب النفسي ، والتي تؤدي إلى حدوث أضرار كبيرة للفرد ، وللمحيطين به ، وما هي أعراضها ، وطرق علاجها .
ما هي المازوخية
المازوخية ، أو الماسوشية ” Masochism ” وهو اضطراب نفسي يتم من خلاله إشباع حاجة مُعيدة بوجود الألم النفسي ، وتم اشتقاق هذا المصطلح من اسم ” شوفالييه ليوبولد فون ساشر ماسوشي ” ، وهو شخص من النمسا له كتابات عن شعوره بالراحة نتيجة لتعرضه لحالات من الضرب والخضوع .
الشخص الماسوشي ، أو المازوخي هو الذي يجد متعة كبيرة في الألم الجسدي ، أو الألم الروحي ، أو في كل منهما ، ويتلذذ بالمعاناة ؛ وذلك من خلال وضع نفسه في مواقف صعبة ، وحرجة ، وقد أفاد الطب النفسي عن هذا المرض أنه يتسبب في الوصول إلى حالة من الرضا من خلال المعاناة والإذلال ، وذلك في أي من الحالات التي تتم ممارسته بها ، وقد يُمارس هذا الأذى على شخص آخر .
وفي بعض الأحيان تُعرف هذه الحالة في الاضطرابات النفسية باسم ” الشلل الجنسي ” .
عُرفت هذه الحالة النفسية في بعض القواميس على أنها تتم ممارستها من قِبَل شخص منحرف ؛ ليصل إلى حالة من الاستمتاع باستخدامه للعنف ، والتعذيب لنفسه في أي من الحالات .
تختلف درجة الألم الذي يشعر به هذا الشخص خلال أفعال الإذلال النفسي الذي يُمارسها ، وتتضمن هذه الأفعال أيضًا العنف ، والتعذيب الشديد ، والضرب .
وبالرغم من ذلك يتمكن الشخص المازوخي من السيطرة على نفسه ، وإنهاء أفعال العنف التي يُمارسها قبل إصابته بجروح حادة .
ومن التعريفات الاجتماعية الأخرى للمازوخية أنها السلوك الذي يتبعه بعض الأشخاص الباحثين عن شعور الإيذاء ، والإذلال ، والإساءة إلى أنفسهم مع التمتع بذلك الشعور .
المازوخية من الصفات المعزولة عن المجتمع ، كما أنها نادرة إلى درجة ما ؛ فأغلب حالات المازوخية تظهر بشكل جنسي . [1] ، [2]
طبيعة الشخصية المازوخية
ترجع أصول هذه الشخصية إلى فترة طفولة الشخص ، وما غلب عليها من سيطرة مُفرطة للأبوين ، وضعف الطفل فيما يُعرف باسم ” معركة الإرادة ” ؛ وذلك حيث يُطلق على الشخصة المازوخية ” الشخصية المغلوبة على نفسها ” .
ففي تلك المرحلة يحرص الوالدان على الحفاظ على السيطرة إلى أقصى درجة ، وتحت أي ظروف ، ومهما كانت النتائج ، وفي المقابل يكون على الطفل أن يمتثل لأوامرهما ، ويُطيعهما طوال الوقت ، ولا يمتلك هذا الطفل الفرصة في التعبير عن نفسه ، أو احتياجاته ، أو آراءه بالقبول أو الرفض ، أو حالاته المختلفة ، هذا بالإضافة إلى أن حبهما له يكون مشروطًا دائمًا .
ومن سمات تلك المرحلة القاسية المفرطة إلى أبعد الحدود أن الوالدين يقومان بالإساءة إلى الطفل دائمًا ، ويُمارسان أعمال الذل ، والإيذاء تجاهه ، مع تهديدهما الدائم بالتخلي عنه ، ومعاقبته إذا لم يمتثل الطفل لأوامرهما .
نشأة الطفل ، ونموه في هذه الأجواء لها عميق الأثر في نفسية الطفل ؛ فيحمل هؤلاء الأطفال الكثير من الآلام ، ورغبتهم في اللجوء إلى والديهم مع عدم قدرتهم على القيام بذلك ، وجميع محاولات الانتقام التي يُمارسها هؤلاء الأطفال كرد فعل تحدث بشكل سلبي ، وعنيف ، وحاد ، كما أن أفعال الوالدين يكون الصوت الناقد الداخلي الذي يُصاحبهم .
في أغلب الأوقات يكون الأشخاص المازوخيين البالغين متوافقين بدرجة كبيرة مع المجتمع ، ولكنهم يفقدون تواصلهم مع الإبداع ، كما يميلون إلى اختيار الوظائف والأعمال الشاقة التي تتطلب الكثير من الجهد ، وتتصف بالملل ، والبلادة . [3]
أعراض الشخصية المازوخية
للشخصية المازوخية بعض الأعراض ، والسلوكيات التي تُميزها ، وهي كالآتي :
- العمل بشكل مفرط يصل إلى درجة الإرهاق ، والمعاناة لتحقيق أهدافه ، وهذا شيء مُسيء للذات ؛ لأنه يُحمل نفسه ما لا يُطيق .
- الشخص المازوخي لديه شعور كبير بالإهانة في داخله ، ولكنه في الحقيقة شخص عادي ، ولا داعي لشعوره بالإهانة ، كما يحرص على القيام بأعمال إضافية ، وزائدة عن الطبيعية ؛ حتى لا يُظهر للآخرين حقيقة شعوره .
- يشعر بشكل دائم أنه شخص غير محبوب ، وأن عليه العمل بشكل زائد عن المحيطين به ؛ حتى يتقبله الآخرين في مجتمعه ، ولكن هذا الشيء ليس كافيًا له .
- صوت الناقد الداخلي لديه يقوم بمهاجمته بشكل دائم ، ويدفعه إلى التطرف حتى يُثبت وجوده ، ومكانته وسط المحيطين .
- الشخص المازوخي جسمه يكون في وضعيه صلبة ؛ وذلك رغبة منه في الدفاع عن نفسه ضد الإساءة ، والأذى ، والسلوكيات السلبية التي تعرض لها أثناء طفولته .
- هذا الشخص يكون في حيرة دائمة ، فلا يُمكن له أن يُعلن رفضه تجاه أي موقف ، وفي الوقت ذاته لا يُمكنه أن يُثبت وجوده ؛ و يستعيض عن ذلك بمحاولته لإرضاء نفسه ، مع شعوره الداخلي بالاستياء ، والاضطراب ، وعدم التوازن .
- من سماته أنه كثير الشكوى فيما يخص حياته الشخصية ، وبالرغم من ذلك فإنه لا يتخذ أي فعل لحل مشاكله ، كما أنه يرفض أي مساعدة تُقدم له .
- من السمات البارزة أيضًا أن الشخص المازوخي يميل إلى تكوين علاقات مسيئة ، وغير محببه ؛ بهدف الشعور بالعار والذل الدائم ، مع رغبته في تحمل الألم ، والمشاعر السلبية الناتجة عن هذه العلاقات ، وعدم إبداء شعوره بالألم ، وحفاظه على الثبات ؛ مما يؤدي إلى شعوره بالفخر بنفسه .
- لديه شعور دائم بهزيمة الذات ، ولا يُمكنه الشعور بالاستمتاع دون أن يشعر بالذنب ، والعار ، كما أنه يشعر باليأس فيما يخص مستقبله .
- يحرص على تلقي الألم من الآخرين ، أو يلجأ إلى إيذاء نفسه ليشعر بالألم .
- هذه الحالة التي تنتابه من الضيق تؤثر سلبيًا على حياته الشخصية ، والاجتماعية ، والمهنية . [2] ، [3]
طرق علاج المازوخية
البحث عن معالج
هذه هي الخطوة الأولى لعلاج المازوخية ؛ حيث يُساعد المعالج في فهم الشخص المريض لماضيه الواهي المُدمر ؛ ومن ثم يُمكنه اتخاذ القرارات السليمة الواعية بناءً على دوافعه ومحفزاته الصحيحة .
التحكم في القلق
القلق يُعد أهم العوائق التي تقف أمام هذا المريض حين يُقرر إجراء أي تغير في حياته ، والاستعانة بالمعالج هو الحل الأمثل للسيطرة على القلق ؛ حيث يُمكن أن يُوفر له جوًا آمنًا ليُعبر عن حقيقته ، ومخاوفه دون تلقي أي عقاب .
مواجهة الناقد الداخلي
يجب فهم صوت الناقد النفسي الداخلي ، وما يُريد ، ومتى يظهر ؛ وذلك حتى تتمكن من كبحه ، وإيقافه .
تحمل مسئوليتك الشخصية
على المريض تحمل مشاعره ، وأفعاله دون إلقاء اللوم على من حوله ، وأن يتعامل ما الغضب الذي يشعر به بسبب طفولته ، والوصول إلى طريقة فعالة للتعبير عن هذا الغضب ، ووجود معالج يكون أكثر فاعلية في علاج هذه الحالات .
التحسر على الماضي
الشعور بالأسى تجاه الماضي ، وتجاه الحب الذي لم يحظى به هذا الشخص من والديه في طفولته ، والعمل على تذكرها بمساعدة المعالج ، والإصرار على شفاء هذا الألم يعمل على تحريره من الماضي ، وصنعه لاختيارات أفضل لحياته .