أنا أيضاً يا أبي ذوقي جيدٌ
وأحبُ أغاني أم كلثوم الطويلة
لكنّي أبحثُ عن أغانٍ قصيرةٍ
مثل عمري تماماً
ف الأبناء في العراق
مؤقتون جداً.
وحين ظننت اني اجوب الخيال وحدي،
جاءتني صفعة من الخلف، لم أجرؤ على الالتفات، ولكني لمحت الواقع يتخطاني!!
أنا وحيدٌ..
في السهل، وفي الليل..
أنا وحشة أعمدة التلغراف،
الممتدّة، طوال الطرق المقفرة..!
-
ليوبولد سنغور، كاتب وشاعر
وأول رئيس للسنغال
وهي صغيرة...
كانت بائعة عصير
كَبُرَتِ الآن وصارت
تعصر قلبي.
قد لا تفهمين..
لكنني خلقت منذ البدء.. غائباً
لهذا تشعرين بالبرد كلما أحتضنتك،
ولهذا أيضاً
تتفاقم وحدتك كلما كنت معك
كنتُ خيطا يبحثُ عن نور، وكنتِ نورا يبحثُ عن خيط ، فاتحدنا لنؤلف شمعة ..
كنتُ أسرقُ الطباشير من الصف ، وأرسمُ لعينيكِ القمحيتين مدرسة تلتهمها النارُ .
كان لكِ من العمر سَنةٌ من الفراشات ، عندما انفجرتْ رغبتي ، وتبخّرتُ في طريقكِ عطرا .
كان شعرُكِ قروناً من السنابل ، وكنتُ طائراً في لحظة من القمح ، أعزفكِ زقزقة لرحلتي الطويلة .
أشتاق لتلك الكرة الطائشة
التي كسرت زجاج النافذة ، وأيقظتكِ من النوم .
أبتسمُ ، وأنا أتذكر شتائم أمكِ ،
وأنتِ ، من خلف ظهرها ، تبتسمين ..
أحتاجُ أن تكتبي :" أحبكَ " ، رغم أن ذلك لا يقدّم أو يؤخر شيئاً من حقيقة أننا خاسران ، فلسنا حرّين لنتعانق ، ولو خلسةً عن الحب نفسه .
أحتاجُ أن نلتصقَ ، أن نتناغم كالموسيقى ، وأن نمتزجَ ، كما تمتزجُ قبلةٌ بقبلة ، كي يتعطّل الموتُ ، يتوقفَ الزمنُ ، وتولدَ الحياة .