تنبتها الأرض سنبلة من وجع
بين صد ورحيل مؤلم
حكايات بقائمة الغياب
أتلوها على مسمع الحاضرين
أوقات صعبة تنسينا ما هو آت
كنا كنسمات الصباح ساعة صحو
نرتل الحرف بشغف الوقت
فالوقوف بمحطات اليأس
كان لا بدّ منه
كنا نزرع الأرض شوقاً للوطن
يتهجأ فينا الحرف على ليال فيستبيحها القمر
كان حلمنا يتدثر بالغيوم خوفاً من الفقد
فاعتلى منصة الحب
فحكم عليه بالإعدام
بريقنا لا زال خافت رغم ولوج نور الصباح
وأحلامنا ما زالت تبعدنا
تأسر فينا خطاوينا
طبنا وطابت أوقات جمعتنا على الألفة والمحبة
تغيرت فينا الوجوه أصبحت دون ملامح إنسان
غادرتها البسمة دون رجعة
وألبستها ثوب الحزن على ما فات وما هو آتٍ
أصبحت مبعثرة الخطى
أطفال بعمر الزهور تقتل
فيُغتال حلمها أمام ناظرينا
وهنا وهناك أرواح محلقة في الفضاء
ودموع أم ثكلى تبكي شهيد الأمس
والطفل تقتاده أيادٍ مسمومة وقلوب حاقدة
نحو المجهول
وفتاة يغتصبها الوجع والأرض تتلقفها
فتجعلها كوردة تذبل
ليمحو عطرها
تنبتها الأرض سنبلة من وجع
وعجوز جائع لم يقتات فتات الأمس
ليبقى وحيداً مع دموع الألم
فهنيئاً لأرواح مغردة عرفت طعم
الألم
والوجع
والحب
فكانت قدوة للأمس واليوم
تكتب ما تشاء على بيادر غربة الذات
بصحائف على سجل الشمس والقمر
لتنبت أمل بغد حاضره أرواح مغردة بالحب
قلمي وما سطّر

منقول