ما هو الفرق بين عيد الفطر وعيد الأضحى؟ إليكم شرحاً مبسّطاً حول ذلك


يمثّل العيد وقتاً رائعاً للاحتفال بين العائلة، والأصدقاء، والأحبّة. والعيد وقت يرتدي فيه المسلمون في جميع أنحاء العالم أجمل ملابسهم، ويحتفلون بإخلاصهم في الالتزام بأوامر لله ويبذلون الأعطيات لمساعدة الفقراء، ممّا يعزّز روح الأخوة والتراحم في المجتمع.
مع ذلك، لا يقتصر العيد في الشريعة الإسلاميّة على الاحتفال بعيد الفطر –الذي يُنبئ بانتهاء شهر رمضان المبارك– فعليّاً، فهنالك عيد ثانٍ في التقويم الهجري يُعرف باسم عيد الأضحى. ورغم أنّ للعيدين قدر متساوٍ من الأهمية والقدسيّة لدى المسلمين، إلّا أنّه لا يجب علينا الخلط بينهما نهائيّاً بالتأكيد.
إليكم كلّ ما يجب عليكم معرفته عن الفرق بين هاتين المناسبتين الرائعتين:

عيد الفطر

يصادف عيد الفطر في اليوم الأول من شوال، الشهر العاشر من التقويم الهجري، ويأتي عيد الفطر بعد انتهاء شهر رمضان المبارك مباشرةً –وهو الشهر الذي يشكّل صيامه أحد أركان الإسلام الخمسة فعليّاً.
يمثّل عيد الفطر مناسبة حقيقيّة للاحتفال لدى المسلمين. حيث تجتمع العائلات والأصدقاء معاً عادةً لإظهار امتنانهم لله عز وجل. ومن المحرّم عليهم الصيام في اليوم الأوّل منه، امتثالاً لأمر الله.
يبدأ العيد عادةً، وفي الظروف الطبيعيّة قبل جائحة كوفيد-19، بالاستعداد لصلاة العيد مع بزوغ الشمس من الصباح الباكر. إذ بعد الاستحمام وتفريش الأسنان، يجتمع المسلمون في المساجد المحليّة القريبة من منازلهم مرتدين أجمل ملابسهم لأداء الصلاة، ثمّ يعودوا إلى منازلهم بعدها لتناول أوّل وجبة إفطار لهم بعد شهر رمضان.
إضافة إلى ذلك، ترتبط هذه المناسبة بحثّ المسلمين على إبراز روح الكرم والتكافل الاجتماعي، حيث يتوجّب على الجميع (كباراً وصغاراً) التبرّع بصاع من التمر أو الشعير (أو قيمته من المال) قبل صلاة العيد كحدٍّ أقصى.

عيد الأضحى

يحتفل المسلمون بعيد الأضحى في اليوم العاشر من ذي الحجة، الشهر الأخير من التقويم الهجري، ويستمر العيد حتى اليوم الثالث عشر فعليّاً. حيث يستذكر المسلمون في هذا العيد الرؤية التي رأها النبي إبراهيم الخليل في المنام، والتي طلب منه ربّ العالمين حينها أن يضحي بولده إسماعيل كإثبات على طاعته التامّة لأوامر ربه.
وبينما كان إبراهيم يستعد للتضحية بولده، طلب منه الله التوقّف وأبدله بخروف ليضحي به بدلاً من ذلك. وبالتالي تأتي هذه المناسبة لتحتفي بطاعة إبراهيم الكاملة لرب العالمين، وتشمل التضحية بحيوانات –مثل الأغنام، أو الماعز، أو الأبقار– ومشاركة لحومها مع الفقراء.
يبدأ الاحتفال بعيد الأضحى بالاستحمام وارتداء الملابس الجديدة والذهاب لأداء صلاة العيد في الصباح، مثل عيد الفطر تماماً. لكن بعد ذلك، يقوم المسلمون بذبح الأضاحي وتقاسم لحومها مع الفقراء. حيث يتمّ تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء: ثلث للأسرة؛ وثلث للأهل والأقارب والجيران، وثلث للفقراء والمحتاجين.
إضافة إلى ذلك، يتبادل المسلمون الزيارات والهدايا مع الأهل والأصدقاء والأحبّة، وعادةً ما يقدّمون مساهمات خيريّة أُخرى كذلك.
من المهم ملاحظة أنّ الاحتفال بعيد الأضحى يتزامن مع موسم الحج، والحج إلى بيت الله الحرام في مكة المكرّمة هو فرض يجب على كلّ مسلم مقتدر ماديّاً وجسديّاً القيام به، ولو لمرة واحدة في حياته على الأقل.