ولسون اللورد
ولسون اللورد (1916م - 1995م). رئيس وزراء إنجلترا من عام 1964م إلى عام 1970، ومن عام 1974 وحتى تقاعده في عام 1976م. وكان قد تولَّى زعامة حزب العمال منذ عام 1963م.
كان ولسون رئيسًا للحكومة خلال فترات صعوبات اقتصادية كبيرة. فقد واجهت بلاده التضخم، والإضرابات وتدني الإنتاج الصناعي ، وعجزًا خطيرًا في ميزان مدفوعاتها. وتحت زعامة ولسون، خُفضت قيمة الجنيه البريطاني، ورُفعت الضرائب، ووُضع سقف للأسعار والرواتب . وفي مجال التشريع الاجتماعي، أشرف ولسون على سلسلة من الإصلاحات التحررية، مثل : قوانين الطلاق والإجهاض الأقل تقييدًا ، وإلغاء عقوبة الإعدام.
عند ولادته في بلدة هَدَرسفيلد شمالي إنجلترا لأب عالِم صناعي، سُمي ولسون جيمس هارولد، بيد أنه عُرف بين الناس باسم هارولد. تلقى تعليمه بثانوية وِرَال بشِشَاير؛ حيث فاز بمنحة دراسية للدراسة بكلية المسيح بجامعة أكسفورد. وقام بتدريس الاقتصاد في أكسفورد حتى عام 1939م. وخلال الحرب العالمية الثانية ـ بين عامَيْ 1939م و1945م ـ خدم ولسون خبيرًا اقتصاديًا في أمانة مجلس وزراء الحرب، ووزارة الوقود والطاقة.
دخل ولسون مجلس العموم عضوًا من حزب العمال عن أورْمسْكيرك، بمقاطعة لانْكشَاير، وعُيِّن على الفور أمينا برلمانيًا لوزارة الأشغال. وفي عام 1947م، عمل ولسون لفترة وجيزة وزيرًا للتجارة الخارجية ، إلى أن عُين، في تلك السنة نفسها رئيسًا لمجلس النقابات. واستقال في عام 1951م - قبل فترة وجيزة من فقدان حزب العمال للسلطة ـ احتجاجًا على تخفيضات الحكومة في الإنفاق على الخدمات الاجتماعية. وقد مثَّل منذ عام 1950م دائرة هَيتون الانتخابية ـ الواقعة قرب أو مسكيرك ـ حتى تقاعده . وأثناء وجوده في المعارضة، قام ولسون بنشر أعمال عديدة ، منها بدلاً من الدولارات (1952م)، الحرب على فقر العالم في (1953م).
فشل ولسون في منافسة الجناح اليساري على زعامة الحزب عام 1960م، إلا أنه نجح في محاولته الثانية عام 1963م . وفاز حزب العمال بانتخابات عام 1964م البرلمانية، وصار رئيسًا للوزراء بأغلبية ضئيلة. بَيْد أنه دعا إلى إجراء انتخابات عامة جديدة عام 1966م ، وقَوَّى من سلطته التفويضية. وخلال تلك الفترة، ضُمَّت للملكية العامة معظمُ صناعة الفولاذ البريطانية، كما مُنحت مقادير كبيرة من دعم الدولة لصناعة السيارات والصناعات الفضائية البريطانية. كما قدمت حكومة ولسون طلبًا للالتحاق بالمجموعة الاقتصادية الأوروبية. وفي مجال الشؤون الخارجية، واجهت حكومة ولسون إعلان الاستقلال من طرف واحد من المستعمرة البريطانية روديسيا، المسماة زمبَابْوِي حاليا، كما بدأت الانسحاب من قواعدها العسكرية شرقي قناة السويس.
كان ولسون سياسيًا ذكيًا ونفعيًا، لم يكتسب الثقة التامة للجناح اليميني ولا الجناح اليساري لحزبه، إلا أنه تمتع بمهارات معترف بها في مجال الإدارة السياسية، واحتفظ بزعامة الحزب بعد هزيمته في انتخابات 1970م. استعاد الحزب، بزعامة ولسون، السلطة في عام 1974م، وحاول أن يوجد سلمًا مع النقابات، بوساطة عقد اجتماعي يحكم الرواتب. كما ضمت صناعة السفن والصناعات الفضائية إلى الملكية العامة.
مُنح ولسون لقب فارس بعد تقاعده في عام 1976م، كما تلقى رتبة النبيل في عام 1983م.
المصدر