ظاهرة انعدام الجاذبية ZERO G
السؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن أن نتخلص من الجاذبية الأرضية دون أن نترك الغلاف الجوي؟
للوهلة الأولى قد يظن القارئ أن ظاهرة انعدام الوزن تعني أن الجاذبية الأرضية المؤثرة على الجسم معدومة ولكن على العكس تماماً تكون هي وحدها المؤثرة عليه. يمكن أن تتحقق هذه الظاهرة من خلال جعل الطائرة تسقط سقوطاً حراً، عندها يكون كل من الطائرة وما بداخلها من ركاب وتجهيزات في حالة سقوط حر، أي يتحركان بنفس التسارع وبما أن لهما نفس السرعة الابتدائية فإنه خلال فترة السقوط يحافظان على نفس المسافة بينهما. مما يجعل الراكب يفقد الشعور بوزنه لأنه لم يعد يقف على أي سطح أو عائق.
تقوم مراكز أبحاث في العديد من بلدان العالم باستخدام طائرات خاصة للقيام برحلات ذات مسار منحني (قطع مكافئ)، مثل طائرة ايرباص (A300 Zero-G) المستخدمة في أوربا.
تقوم الطائرة بمناورة تتألف من عدة مراحل لتحقق المسار المنحني. بدايةً يكون الطيران أفقي ويتم التحضير لرحلة المسار المنحني بزيادة السرعة تدريجياً لتصل إلى حوالي 810 كلم/سا، وهي السرعة القصوى لهذا النوع من الطائرات. ثم تأخذ الطائرة تدريجياً وضعية ذات زاوية 45 درجة صعوداً. في نهاية طور الارتفاع يتم خفض عمل المحركات وتصبح الطائرة كقذيفة حرة، وبالتالي يصبح كل من ركابها والمعدات في حالة سقوط حر ضمن ظروف قريبة من انعدام الجاذبية (±0,05 من تسارع الجاذبية الأرضية g)، لتعود سريعاً قوة الجاذبية بعد 20 ثانية. عندما تبلغ الطائرة انحراف مقداره 45 درجة نحو الأسفل يقوم الطيار بزيادة عمل المحركات من أجل إعطاء سرعة للطائرة والسماح للطائرة بالعودة إلى وضعها البدائي بشكل تدريجي. يتم الانتظار لمدة دقيقتين قبل الصعود بشكل منحني مرة أخرى، وتُكرر هذه المناورة 30 مرة خلال كل رحلة طيران.
بسبب انخفاض كلفة رحلات طائرات انعدام الوزن والتي تبلغ حوالي 6000 يورو، فإنها لم تعد حكراً على الباحثين أو الأثرياء فقط بل أصبح بمقدور الإنسان العادي أن يحجز رحلته إلى هذه المغامرة. موعد الرحلة القادمة يوم الاربعاء 29/4/2015، والانطلاق سيكون من مطار بوردو مرينياك في فرنسا.
تسمح هذه الرحلات باختبار بعض الأنظمة قبل ارسالها إلى الفضاء في بعثات طويلة المدة، وبإجراء التجارب العلمية بكلفة أقل من حالة اجرائها في الفضاء، وكذلك قيام الباحثين بالإشراف على تجاربهم بشكل مباشر خلال الرحلة.
المصدر: مجلة الطيران المدني