موضوع عن طبقة الاوزون
تعريف طبقة الأوزون
هي إحدى طبقات الغلاف الجوي، وقد سميت بهذا الاسم نظرًا لاحتوائها على نسبة من غاز الأوزون الذي يتكون من اتحاد 3 ذرات أكسجين مع بعضها البعض، وعليه فإن رمزه الكيميائي O3، وهو غاز ناتج عن تفاعل المواد الكيميائية مع الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من ضوء الشمس في طبقة الستراتوسفير، إذ يصطدم غاز الأكسجين المكون بالأصل من ذرتي أكسجين O2 مع هذه الأشعة فتصبح ذرات الأكسجين حرة، وهو ما يوفر لها فرصة الاندماج مع أجسام أخرى، وعندما تتحد ذرة أكسجين واحدة مع جزئي أكسجين يتكون الغاز المذكور، وسنتحدث في هذا المقال حول الارتفاع الصحي لطبقة الأوزون عن سطح الأرض، وماهية الأسباب التي أدت إلى تآكل الطبقة، بالإضافة إلى الأضرار الناجمة عن استنزافها بشيء من التفصيل.
ارتفاع غاز الأوزون عن الأرض
أفادت الدراسات أن غاز الأوزون يرتفع عن سطح الأراض بمقدار يتراوح ما بين 30-50 كيلو متر، فيما يتراوح سمكه ما بين 2-8 كيلو متر، مع إمكانية تكون طبقة الأوزون في ارتفاع أقل من 30 كيلو متر عن طريق تفاعل االهيدروكربون وأكسيد النتريك إلى جانب ضوء الشمس بنفس طريقة تفاعل الأكسجين مع الطاقة المنبعثة من الشمس، وهو ما يعرف بسحابة الضباب والدخان، علمًا أن هذه المواد الكيميائية الداخلة في التفاعل ناجمة عن عوادم السيارات، ومن أشهر حوادث السحابة السوادء ما انتشر في سماء مدينة لندن في مطلع خمسينيات القرن الماضي وتحديدًا عام 1952 وهي حادثة خطيرة حصدت أرواح حوالي 4 آلاف شخص لمّا سادت العتمة على المدينة بضعة أيام فلم يستطع السكان رؤية شمس النهار جراء كثافة الضباب، وهذا ما يوضح خطورة أن تكون طبقة الأوزون وغاز الأوزون على ارتفاعات منخفضة من سطح الأرض، في حين أن وجودها على ارتفاعات عالية لا يسبب أذى مباشرًا للسكان.
أهمية طبقة الأوزون
تساهم طبقة الأوزون في امتصاص أشعة الشمس فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس وهو ما يضمن وصول كميات محددة من تلك الأشعة القاتلة والسامة لجميع الكائنات الحية الموجودة على سطح الأرض بما فيها الإنسان والحيوان والنبات، من هنا يمكن القول أن الطبقة بمثابة درع يحمي الأرض وما عليها ويسمح بمرور الأشعة الكافية للتوازن البيئي واستمرار دورات حياة الكائنات، وقد أوردت الأبحاث والدراسات المختصة في هذا المجال أن طبقة الأوزون تحجب ما نسبته 95-99% من أشعة الشمس المسببة لسرطان الجلد إذا ما تعرض لها الإنسان، ناهيك عن حجب الحرارة القاتلة واعتراض ما نسبته 50% من الأشعة مقابل امتصاص جزء آخر ليصل الجزء المتبقي فقط، وهي عمليات معقدة تجري حسب تفاعل عنصر ديوكسين مع الشمس حسب الفصول واتجاهات ومستويات الرياح، وهو ما يفسر تباين معدل الأوزون في الغلاف حسب المناطق والفصول.
ثقب طبقة الأوزون
باتت هذه الظاهرة مؤرقة عالميًا وتقتضي هبّة جماعية لإنقاذ الحياة على سطح الأرض، وكلها مصطلحات مرادفة لهدم الأوزون وتآكل أو استنزاف طبقة الأوزون، ومن أسباب حدوث الظاهرة ما يلي:
- تحطيم مركبات الكلوروفلوروكربون بسب أشعة الشمس فوق البنفسجية مما يؤدي إلى انطلاق ذرة كلور نشطة، فتتفاعل هذه الذرة مع جزيء من غاز الأزون لينتج جزيء أكسجين وأول أكسيد الكلورين، ومن ثم تتفاعل ذرة الأكسجين النشطة مع أول أكسيد الكلور لتنطلق ذرة كلور نشطة فتحطم جزيء أوزون جديد وهكذا.
- انطلاق أكاسيد النيتروجين مثل أول أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد النيتروجين من الطائرات التي تحلق قرب الطبقة.
- انبعاث غاز الكلوروفلوروكربون المستخدم في أجهزة التبريد والتكييف سواء في المنزل أو السيارات، وهي مركبات مستخدمة في العطور أيضًا والأدوية.
- إطفاء الحرائق بواسطة الهالونات.
- مكافحة الحشرات التي تهاجم المحاصيل الزراعية بمبيد من نوع بروميد الميثيل بدعوى تعقيم التربة.
- بعض المذيبات المستخدمة في تنظيف الأجزاء الميكانيكية والدوائر الإلكترونية.
- ظاهرة الاحتباس الحراري والتي تتجلى في ارتفاع درجة حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي العام جراء وصول كمية أكبر من اللازم من أشعة الشمس بسبب أنشطة الإنسان في مجالات الصناعة الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الغازات المنبعثة واحتباس الحرارة في الأرض لتبدو أشبه بالبيت الزجاجي، علمًا أنها ظاهرة عالمية تعرف باسم الاحتراق العالمي أو التغير المناخي.
أضرار ثقب طبقة الأوزون
ينطوي تآكل طبقة الأوزون على مخاطر عديدة تطال الكرة الأرضية، فيما يبقى الإنسان هو الخاسر الأول، وتتجلى هذه الأضرار في ما يلي:
- انتشار أمراض العيون جراء نفاد كمية أكبر من الأشعة البنفجسية الضارة وتتمثل هذه الأمراض في إعتام العدسة، والعمى، وغير ذلك، ومن المتوقع وصول مليوني حالة جديدة من إعتام عدسية العين سنويًا على مستوى العالم ككل حسب ما صرحت به الهيئة البيئية الكندية.
- ضعف نظام المناعة في جسم الإنسان بسبب أشعة الشمس، وهذا يتجلى في ارتفاعات حالات الإصابة بأمراض سرطان الجلد، وحروق الشمس، وحالات الشيخوخة المبكرة للجلد.
- انخفاض نمو المحاصيل الزراعية خاصة القمح، والأرز، والشعير، والبازيلاء، والطماطم وغيرها.
- فقدان التنوع البيولوجي في المسطحات المائية.
- فناء العديد من الحيوانات البحرية في مراحلها التنموية خاصة الأسماك الصغيرة، ويرقات الجمبري، وسرطان البحر وذلك جراء انخفاض قدرتها الإنجابية وضعف نموها.
- تهديد استمرارية الحياة على سطح الأرض بسبب زيادة التلوث وانتشار المركبات الضارة في البيئة، وهو ما يهدد النباتات والحيوانات وبالتالي الأمن الغذائي.
- حدوث طفرات جينية وتشوهات في أجساد الحيوانت جراء ارتفاع نسبة الغازات وتناول الغذاء الملوث واستنشاق الهواء الملوث.
- التغيرات المناخية بما فيها زيادة احتمالية تشكل الفيضانات والسيول في بعض المناطق، مقابل الجفاف في مناطق أخرى.
كيفيّة حماية طبقة الأوزون
فيما يأتي بيان كيفية حماية طبقة الأوزون:
- التقليل من انبعاث وإطلاق المركبات الضارة، وخاصة مركب الكلوروفلرو الكربون والهالونات فهي المسؤول الرئيسي لثقب الأوزون.
- الإكثار من زراعة الأشجار، إذ إن المساحات الخضراء تحول عنصر الكربون إلى أكسجين وإعادته للغلاف الجوي.
- تقليل استخدام العطور فهي تحتوي على مواد تضر بطبقة الأوزون.
- إصدار القوانين والأحكام التي تحّد من انتهاك واستنزاف البيئة.