لولا المواقفُ في الغابات كاشفةٌ
ما فرّقَ الناس بين الضبع والأسدِ
ولا تبيّن لولا الطرقِ مُختَلَفٌ
بين المعادن ذا صلبٌ وذاك رَدِي
ولا القصيدة ما بانت ركاكتها
ما لم تُقلّبْ على أذواق منتقِد
تُغربلُ الناسَ في الدنيا مواقفُها
وتبتليهم فلا تبقي على أحدِ
ويُعرف الشهم في الضراء لو حضرت
وليس يُعرف في السرّاء والرغدِ
وان ترى الصحبَ في السراء قد كثروا
ففي الشدائدِ تلقى النقص في العددِ!!
وليس يثبت إلا من تُثَبتُهُ
عقيدة الحق في الاسلام بالرشَدِ
فإن بدا الضعف فيها كان موقفهُ
من الثبات ضعيفًا فهي كالعمدِ
عقيدة المرء قد تعليه إن صلحت
وقد تُرَدّيه إن ساءت إلى الأبدِ
"لا يؤخذ القوم إلا من عقائدهم
من يقطعِ الرأس أفنى سائر الجسد"
عبدالخالق السعدي