إني حلمتُ بفجرٍ قام منتفضًا
كماردٍ ضَنك الأغلال أعياهُ
قد جاء يكْنسُ أدرانًا بهِ علقت
وتحملُ الخيرَ والآمالَ يُمناهُ
إني حلمتُ بعيدٍ جاءَ منتشيًا
تُوّزِعُ الأَمْنَ يُمناهُ ويسراهُ
تعلو أراجيحُهُ في كلّ ناحيةٍ
لتهجرَ الآهَ والآهاتِ أفواهُ
يأتي ببسمتهِ من كلّ زاويةٍ
ويمسحُ الحزنَ عن وجهٍ تغَشّاهُ
ويسكن الأمنُ بعدَ الخوفِ أفئدةًً
لعلّها بائس الأيّامِ تنساهُ
يا حبّذا نسمات كلّها فرحٌ
تُعيدُ للعيد معناه ومغزاهُ
وحبّذا نسمات كلها أمل
لساكن الشّام أقصاهُ وأدناهُ
وحبّذا العيد لو يدنو ببسمتهِ
على البلاد كماضٍ قد ألفناهُ
وحبّذا بردى تعلوهُ هَيبتُهُ
يفيض بالحبّ بعدَ الحقدِ مجراهُ
العيد لا يعرف الأحقادَ مَقْدَمُهُ
العيدُ حبٌّ بمعناهُ ومرماهُ
لاتعذلوا خافقًا في شامهِ وَلِهٌ
وحبّها في عروق القلب مأواهُ
إني أحبّ حمى الاسلام قاطبةً
وليس في حبّها عيبٌ فأخشاهُ
حلمي أراها ككلّ الكونِ مزهرةً
متى ينالُ فؤادي ما تمناهُ ؟
متى أرى علمَ الأوطانِ في أُفُقٍ
تحميه أفئدةٌ فينا وترعاهُ
العدلُ قامتُهُ والعِلْمُ مَنْهَلُهُ
والدّينُ غايتُه والسّلمُ فحواهُ
وليس أقطارها في التّيهِ تائهة
أبناؤها في بقاعِ الأرضِ قد تاهوا
ابو جعفر الشلهوب