الايزيديون يستقبلون عيد الصوم ايزي
مهند الأومري – نينوى
فريضة الصوم لدى الايزيدية اي ئيزيد (ايزي) أسم من أسماء خالق الكون *خودا *
يقع هذا العيد في أول يوم جمعة من كانون الأول بعد صيام لثلاثة أيام حيث يكون الصيام في أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، واليوم الرابع اي الجمعة يوم العيد ويعتبر الصوم لدى الأيزيديين من العبادات العظيمة، فهم يمارسونه منذ القدم ، ويعتقدون بأن الصوم عن الطعام والشراب وغيرها ينقذ البشر من الكوارث, الأسبوعين الذي يسبقهم يكون صيام شيشمس وخودانا (ليس فرضاً )يصادف ٢٩ و٣٠ و ١ /١٢/ ٢٠١٨ شيشمش ٦–٧–٨/شهر/١٢/ ٢٠١٨/ أيام صيام الخودان ١٣–١٤–١٥/شهر/ ١٢ / ٢٠١٨ / أيام صيام إيزي.
ويقول الناشط الايزيدي كاوة عيدو ختاري ” أن الأيزيديين يصومون ثلاثة ايام وهي أيام الثلاثاء والاربعاء والخميس فيما يعتبر الجمعة عيدا لهم” و استمر بالحديث “عيد الصوم هذا يعتبر من أهم الأعياد لدى الايزيديين، وهناك طقوس خاصة بالعيد زيارة معبد لالش ويحضر هذه المراسيم بابا شيخ و اعضاء المجلس الروحاني الايزيدي”
وأوضح الناشط كاوة ختاري بأن” انهم يدعون الى السلام في معابدهم لكل الاديان كما يدعون للايزيدية بالعيش بالسلام والامان وان يعم الامن والامان على بلدهم وخلال يوم العيد نتبادل الزيارات مع الاهل والأقارب والجيران والأصدقاء، لنتبادل التهاني والتبريكات بمناسبة حلول العيد . فيما تحدث مواطنون ايزيدون عن عمل أكلة خاصة في صباح العيد يتوزع على المعايدين يسمى بالصمات والتي توزع في لالش بمناسبة العيد ”
موكدا الختاري ” ان الايزيديين يرون ان لكل يوم من الايام ملاك خاص موكل بهذا اليوم وهذا الامر متعارف عليه في الزردشتية والاسلام ايضاً , ان هناك ايام زادت عن 360 ولا يوجد لها ملائكة حارسة فتوقع العلماء الايزيديين ان القيامة ستقوم فيها وقد لاحظوا في حساباتهم ان الشمس تبلغ اقصى درجة بعداً عن الارض فهي في نقطة متناهية من محيط الاطلس الكوني – لو ابتعدت درجة اخرى (يوم اخر ) لفقدنا الجاذبية (بين الشمس والارض ) اليوم الذي تبلغ الشمس أبعد نقطة عن الارض يكون في يوم الثلاثاء اول ايام صوم ايزيد وفيه اقصر اشواط النهار ”
ولفت كاوة ختاري ” ويعتبر هذا اليوم غير محمي بملاك حارس فقام الانسان بحماية نفسه بالصوم فيه وتلاه يوم الاربعاء وتبقى الشمس على حالها في نفس درجة بعدها عن الارض كذلك يوم الخميس لذا كان الاربعاء ميزاناً يزن عدد ساعات نهار الثلاثاء والخميس وللاربعاء جانب قدسي في ذلك اضافة لكونة نقطة بداية الحياة (بداية و نهاية الدائرة ايضا ) لذا صام الايزيدي هذه الايام القصيرة بشوط نهار قصير بفعل ما تقدم وهي في نظر الايزيدية غير محمية بيزدات حارسة ”
وأكد الختاري ” ان نينوى صامت ثلاثة ايام أنقذها الله من الفناء وصام النبي يونان (يونس ) ثلاثة ايام في بطن الحوت وصامت مريم العذراء ثلاثة ايام وصيام الخضر ع ثلاثة ايام تشترك فيه اغلب الاديان والمذاهب في العراق ويصوم الحاج المسلم ثلاثة ايام في الحج. ونحن نصوم ثلاثة ايام ايضا قائلين: ان الايزيدون كلهم يشاركون الاعياد في المعابد المنتشرة في الاقضية والنواحي والقرى ، حيث يمارسون طقوسهم الدينية في تلك المعابد”
تقول الناشطة أديبة مراد ” أن الصيام يعتبر كفارة عن الذنوب والخطايا ، لذلك نحرص على الصيام منذ القدم كنوع من العبادة وتطهير الروح” وتابعت بالقول ” خلال هذه الايام نجتمع في البيوت ونستعد للعيد حيث نقوم بصنع المعجنات بما في ذلك ” الكليجة ” كما نقوم بوضع برنامج ليوم العيد والتي تتضمن الاكلات وتبادل الزيارات ”
وتؤكد أديبة مراد” خلال هذه الايام تزدحم الأسواق عندنا ، حيث الجميع يشترون إحتياجات العيد من ملابس وجرزات وحلويات وغيرها ”
* جدير بالذكر: يعتبر الأيزيديين من مكونات نينوى الاصيلة، فقد عرفوا بمحبتهم لمن حولهم ورفضهم للعنف، فهم مسالمون ينشدون الأمان والاستقرار، لكنهم تعرضوا خلال سيطرة داعش على الموصل وأجزاء من نينوى إلى جرائم بشعة يندى لها جبين الأنسانية، كعمليات القتل والذبح والأغتصاب وسبي النساء، ناهيك عن تدمير معابدهم ومزاراتهم وكذلك قراهم ونهب خيراتهم، فيما لا تزال الكثير من النساء الأيزيديات وحتى الرجال في عداد المفقودين والذين وقعوا اسرى بيد عصابات داعش.