يحكى أن كان هناك ولد صغير فقير لدعي فادي توفي والده قبل سنوات، وكان فادي يعيش مع جده العجوز وكلبه باني، وكان لدي فادي صديقان يقدمون له دائماً الدعم والمساعدة في كل المواقف التي يتعرض لها، وكانت هناك فتاة تدعي حلي وهي فتاة جميلة ومرحة تحب اللعب مع فادي إلا ان والدها الذي هو عم فادي كان يمنعها دائماً من اللعب معه لانها تنتمي الي عائلة غنية شهيرة بينما كان فادي فقيراً بسيطاً وكان من غير المسموح بهذه لوالدها ان يلعب الفقراء مع الاغنياء .
وكان فادي يمتلك موهبة رائعة فكان يرسم احلي اللوحات وقد اتخذ الرسام روبينز مثله الاعلي، فكان دائماً يذهب الي متحب الرسم مع صديقيه ويجلس لساعات طويلة يتأمل اللوحات والرومانسية بانبهار واعجاب .
كان فادي يساعد جده في بيع الحليب لأهل قريته للحصول علي بعض المال، وفي يوم من الايام سمع فادي عن مسابقة رسم كبيرة ومن سيفوز بهذه المسابقة سوف يحصل علي منحة مجانية للدراسة في معهد الرسم، شعر فادي بالحماس الشديد وقرر التقدم للمشاركة في هذه المسابقة، وكان ينوي أن يرسم جده وكلبه باني إلا ان جده قد توفي فحزن فادي عليه حزناً شديداً وكان كلما حاول تذكر وجه جده يفشل في رسم لوحته بسبب الحزن فخيم الالم علي قلبه وعاش في كآبة خاصة بعد ان خسر المسابقة .
خرج فادي بصحبة كلبه باني ليرفه عن نفسه قليلاً، وفي طريقه وجد كيساً ملئ بالقطع الذهبية التي تعود لوالد حلي، فأسرع فادي علي الفور الي منزل عمه ولكنه لم يجده فقد خرج قبله للبحث عن الكيس بعد أن شعر بفقدانه، فأعطي فادي الكيس الي والدة حلي التي فرحت كثيراً به ثم خرج فادي متجهاً الي المتحف وكان مريضاً من شدة البرد القارس وعندما وصل هناك جلس يتأمل رسمة لروبينز وقد لحقه باني وفي نفس الوقت عاد عمه للبيت حزينا لأنه لم يعثر علي الكيس فأخرجته له زوجته، فشعر بالفرح الشديد وعلم أن فادي هو الذي احضره، فندم بشدة علي ظلمه لهذا الطفل ولشدة قسوته عليه .
ثم جاء احد الحكام من لجنة المسابقة واخبر الجميع انه قد اعجب كثيراً باللوحة التي رسمها فادي وانه سوف يسجله معه في معهد الرسم ولكن ذلك كان بعد فوات الاوان، فقد مات فادي متأثراً بالبرد والجوع والفقر برفقة كلبة باني وهم يتاملان رسوم روبينز التي كان حلم فادي ان يراها .