ويبدأ السباق بين الدينين لجذب اكبر عدد ممكن من الناس..
ما أفهمه من ورود مفردة الإسلام في القرآن هو أنه الدين الذي يجتمع عليه الأنبياء كلهم و يجمعون عليه (( إن الدين عند الله الإسلام )) و كل تسمية لديانة سابقة على الدين الإسلامي الذي نعني به دعوة الرسول محمد (ص) إنما هي نسبة للنبي الذي عرف به أو المكان أو أي متعلق آخر بالنبي أو الأمة التي آمنت به كما هو الحال في ( النصرانية ، المسيحية ، اليهودية .... الخ ) ، و أن هذا الإسلام المعني في القرآن يقوم على ركنين :
1- الاعتقاد بالله وحده لا شريك له
2- الاعتقاد بالأنبياء المرسلين من قبل الله كلهم دون التجزئة بهذا الإيمان و الاعتقاد بنبي دون غيره
و بهذا المعنى يمكن القول بأن اليهودي الذي مات قبل بعثة المسيح عليه السلام و آمن بكل الأنبياء إنما مات و هو مسلم ، و كذلك الحال بالنسبة للمسيحي الذي فارق الحياة قبل بعثة محمد بن عبد الله (ص) ، الآن نأتي على جزئية مهمة و هي : هل يعتبر اليهودي غير مسلم إذا ما كفر ببعثة المسيح (ع) كما هو الحال مع اليهود الذين كفروا بعيسى بن مريم (ع) ؟؟ و كذلك الحال في الاستفهام عن المسيحي الذي لم يصدق بمحمد (ص) ؟؟ و للإجابة على هذا الاستفهام لا بد لنا من محاولة فهم هذا التصديق .. أي التصديق بنبوة نبي معين .. هل يجب عليّ أن أصدق بنبوة نبي لمجرد أنه قال بأنه مرسل من الله ؟؟ أم أن التصديق مسألة عقلية لا بد لها من أدلة ؟ و لو كان التصديق لمجرد القول فما حاجة الأنبياء بالأدلة و المعاجز و كل ما ساقوه في سبيل تأكيد صدق دعوى إرسالهم من الله جل شأنه .. إذن فهو لا ريب ـ أي التصديق ـ مسألة تحتاج إلى التعقل و البحث عن الدليل ، و ما دام الأمر كذلك فهلا دلني أحدكم على مصير المسلم السني الذي لم يقم عنده دليل معقول على ولاية علي بن أبي طالب و أبنائه كما هو مزبور عند المسلمين الشيعة ؟؟ هل مصيرهم النار لأنهم لم يصدقوا أم لا بد من البحث في مسألة التصديق و لماذا لم يصدق ؟؟ و هذا الحال ينطبق أيضاً على الملحد غير المصدق بوجود الله أيضاً ... إن المسألة تتعلق بشكل جوهري بمسألة التصديق التي تختلف بين فرد و آخر لأن الله خلق العقول على تفاوت .. و تتأكد مسألة الاعتقاد بهذه الطريقة حين نتصفح المدونة العقائدية الشيعية التي تقول بعدم جواز التقليد في مسائل الاعتقاد .. بمعنى أن الله لن يقبل من إنسان عقيدته لو أخذها من شخص آخر .. لن يجديه حين يقول لله : أنا علمت أنك لا شريك لك لأن فلاناً قال لي أنك لا شريك لك .. إنه لأمر غريب إذن حين نطالب الاخرين بقبول رأي دون منحه حق الاجتهاد العقائدي و تخريج الأدلة بنفسه .
هنا أصل إلى أن غير المصدق بالله أو أحد أنبيائه هو أحد اثنين :
1- شخص لم يصل للدليل رغم بحثه المستمر ، و مثل هذا لا يؤاخذ و لا يحاسب لأنه اجتهد و أجهد نفسه لكنه لم يقتنع بما قُدّم من أدلة .
2- شخص وصل إلى الدليل و لكنه تغاضى عنه و أغفله و تجاهله و أصر على ما هو عليه من حال سابقة و هو المشار اليه في قوله تعالى (( و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم )) و مثل هذا لن نحتاج في استنكار تصرفه و سلوكه الفكري إلى الله بل هو واضح البطلان في أية مسألة لا في مسألة الاعتقاد الديني فقط .
بعد ذلك يمكن لأي شخص منكم أن يسأل نفسه التالي : هل بحثت أنا كإنسان أمتلك وعياً عن المسائل التي تخص الوجود و الاعتقاد مع أهميتها ؟ هل قصرت في البحث ؟ هل نظرت جيداً للإدلة التي تساق أمامي و التي يمكنني الوصول إليها ببساطة ؟ هل وجدت في أدلة المختلف الآخر ما يمكن قبوله و تعقله ؟ و ماذا كانت ردة فعلي ؟ التغافل عنها أم الانسياق مع معقوليتها ؟
مذكراً بكلام لعلي بن أبي طالب (ع) لا أحفظه بالنص .. معناه : بأن كل إيمان مسبوق بكفر و كل كفر مسبوق بإيمان .. أي أن العقل البشري لا بد له من السير في طريق تفكيره بالخالق و المخلوق و أنه خلال هذه السيرورة لا بد أن يكفر و يؤمن إذ لا سبيل للقول بمسيرة تفكيرية على نمطية واحدة يحفها الإيمان المطلق المستمر و كذلك العكس .
لكم جميعاً كل الحب : المؤمنون ، اللا أدريون ، الملاحدة .... ما دمتم على طريق التفكر و الوصول إلى الحقيقة .. الحقيقة التي أريد لها من فكر مغلق أن تكون بنسخة واحدة مطابقة يؤمر الإنسان بالإيمان بها دون تفكير ليصل لاحقاً إلى نقاط تقوضها فيخشى أن تستيقظ داخله لتهدم اطمئنانه أو يصرح بها فيتهم بالكفر أو بالإيمان .. كل الحب الذي لا نختلف عليه متمنين أن تكون رحلتنا في هذه الحياة آمنة و مصيرنا بعدها آمن .
استاذ عمر
اجدت الشرح والتوضيح جزاك الله خيرا
فقط اخر نقطة مما ذكرت باهمية البحث يقول اغلب الاعضاء الخوض بهذي المواضيع يكسبك اثم .. طيب اني شنو دخلني اذا انت ايمانك ضعيف
شنو دخلني اذا سلاح المؤمن علمه وعلمك يختصر على الي تسمعه من الخطباء
اني بحثت بهذي المسالة وشفتها شائكة من زمن طويل
ومناقشتها بدرر العراق لكونه مجتمع مثقف وواعي راح يجيب نتيجة ونفهم باطن الامور الظاهرة
حديثُنا في هذا الموضوع ..
هو عباره عن حديث سابق لأوانه ..
لأننا لانعرف من يدخل الجنه ومن لايدخِلُها ..
الله سبحانهُ وتعالى هو العليم الخبير .. وهو من خَلقَنا ..
نَحنُ نؤدي ماعلينا من صلاة وصَوم .. الخ ..
ويبقى دخول الجَنه او دخول النار .. أمرٌ متروك لله سبحانهُ وتعالى .. لذلك لاتُعَكروا مزاجكم من خلال النقاش .. علماً بأننا على ابواب عيد الفطر المُبارك ..
دَعوا الجَنه والنار .. وافرحوا وابتسموا في ايام العيد السعيد .. وكُل عام وانتم بألف خير ..
اخوكم Haidar Iraq ( طَيَبَ الله انفاسه ) ..