اختناق طفل صغير
كان لكل ذلك أن يحدث شيئا ما بداخلي صمتا مثلا ،أو عبوة ناسفة من الأحاسيس ،تنفجر فتخلف مجموعة قتلى وبعض الكوابيس .... علم أني هنا في المكان لست مثاليا لسرد الحقائق ولاحتى للتسكع حينما يترجى الوقت آنسته على أنامل مارة بالمكان ألقت التحية ثم مضت ، عدة صور هناك تمارس فن مداعبة الضمير وهو هناك منتشي ببقايا الأحاديث لايأبه لشيء غير العزف على أوتار الحنين وسيجارة تمر به فتلقي عليه السلام لتمارس فيما بعد كل أنواع الفحش مع شفاهه على أنغام لحن قادر على نسيانك مع مرور السنين ،كان زائرها وكانت معذبته ،كان ربانها وكانت سفينته مجرد ثقب وغرقت به ،استنجد به حينما لامس حافة انهياره، هو هناك وحده حتى ولو بدى أنه ناجي وسط الغارقين ، فلننتقل لفصل اخر بعيدا عن ضجيج المحبين ،ربما لفصل الحرب حينما سقط الجندي وسط المعركة يقبل آخر ماتبقى منه ويكتب وصيته يشاهد قائده من بعده يلاطف زوجته ويشاهد ابنه طفلا يتيما ينظر لوالد يقبل ولده ، قد فات الاوان ياذاك وهاهو ابنك من بعدك يربط خيوط حذائه ليلحق بك فما وجد غير حطام والأرض التي بها مت عانقها وذرف دمعه ليبلل من جديد دماءك ، ممزق كل ذاك فلننتقل لفصل اخر ،ربما لفصل عصيان عقارب الساعة للوقت حيث تناول أحدهم أقراصا مهلوسة وصعد للمسرح وقف على أنامل أصابعه تحدث بشيء ما ضحك الجمهور وهو فقد نفسه بعيدا عنه حيث كل شيء هناك على عتبة المسرح مباح مثلا ان يذرف دموعا ،تمثيل ذاك عند جمهوره وما للممثل من إحساس ،على أريكة اللاوقت هناك جلس يحتسي بعضا منه ويتناول أجزاءه كتحلية بعد الصيام، ، حضر الجمهور العرض عند حاجتهم وغادروه بعدما استنفد كل طاقته
ضحك الكل وبقى هو مشردا بأفكاره ،يستعد لعرضه القادم ،كل تلك الندوب الجسدية والحروب النفسية جعلته مبدعا يرى الكل انتصاره ووحده يرى هزائمه ، حاولت من بعيد أمه انتشاله لكن هيهات الطفل الصغير الذي كان من قبل يسمع لأمه قد مات.
رشيد يوسف