كمْ أعْصِرُ الحَرفَ في جنبَيَّ أوجاعَا
فأُطِربُ الناسَ إعجاباً وإمتاعَا

كانتْ جُروحُ قُلُوبِ الخلقِ دامِعةً
وكانَ جُرحِيَ إِلهاماً وإبداعَا

أنا السَّحابَةُ ما أرْخَتْ مدامِعَهَا
إلا لتَروِيَ من أمطارِهَا القاعَا

أنا شُموخُ فُروعِ النَّخلِ باسِقةً
تُظِلُّ بالعطفِ أطفالاً و مِقْلاعَا

فما وَقَعتُ بكَفِّ الحُزنِ مُنكَسِراً
حتى وَقَفتُ بسَمعِ الحُبِّ إيقاعَا

وإن تكُنْ مُقلتيْ بالهمِّ حاسِرَةً
فلم يَزَلْ خافِقي بالعشقِ مُلتاعَا

قلبي بُرَاقُ المعاني ، وَحيُ دهشَتِها
لكمْ فتحتُ بهِ للشِّعرِ أصْقَاعَا

وكمْ عَرَجتُ به نَحْو السَّماءِ مَدىً
فلمْ يَدَعْ لسَّماءِ اللهِ مِصْرَاعَا

إِنْ جَاعَ يَلْتَهِمُ المعنى ويَشْرَبُهُ
كالليلِ يَلْتَهِمُ الدُّنْيا إذا جَاعَا

أسامة المحوري