هُيامُ العارفين

#صوفيــــات

أعطِ الكؤوسَ بريقــــها والمَسقَى
واسقِ الفـــؤادَ بجمعهِم لن تَشقَى

العينُ ألقَتْ كُل مـــــا فــي فيضِها
والقلبُ أوضَــــــعَ بَوحَهُ واستَلقَى

ومسَالكُ العُشّـــاق يَصعُبُ نَهجها
هل يُسئل الوَلـــــهانُ مـــاذا ألقَى؟!

مَن يَسقني بالحُب رَشفَة سُكـرهِم
لن يُســكَر القــــلبُ الذي لا يُسقَى

العــــابِدون السّــــائحون بعِشقهِم
زانوا شُموخا كالجِبــــــــالِ العَنـقا

إني غَريــــــــقٌ في بُحـورهِمُ التي
صارت حُشـــودُ الجهلِ فيها غَرقى

ذاك الهُيـــــامُ هُيـــامُ عِشقٌ عـَالِقٌ
في ســــــدرةٍ ترقَى بفــــكرٍ أرقَى

فالعقل في كنَفِ السكينةِ عـــــائِمٌ
دَلَــفَ الحنــــــينُ بقلبهِ فاستَسقَى

تتَســـــــــابقُ الأرواحُ في ملكُوتهِ
في ظِلهِ تسمُو القـــــــلوبُ الأنقَى

يَدنُوا إليهِ الهـــــــــــائمُون بحُبهِم
وهَلِ الفــــــلاحُ سِوى رضاءٌ يَبقَى


* عبدالباري الصوفي