سيدي يا رسول الله:
عادت إلى ساحاتِنَا الأَصنامُ
وأُقيمتِ الأَنصابُ والأزلامُ
وتداعتِ الأنذال تركع خُشَّعاً
وتَهافتِ الأوباش والأقزامُ
وغوى أُناسٌ يَدَّعُون بأنَّهم
على صراطِكَ والطريق أقاموا
هَتفوا بنصركَ كاذبين وضَلَّلُوا
قالوا: بأن هُداهمُ الإسلامُ
لكنَّهم حَادوا الطريق وخَالفوا
وعنِ الهُدى وعنِ الكتابِ تَعاموا
حادوا وعن درب الهداية باعدوا
حتى وإن صَلُّوا الصلاة وصاموا
فصلاتهم لم تنههم عن مُنكرٍ
خابوا وفي بحر الضلالةِ عاموا
يا سيدي أتباع دِينك أبلسوا
غفلوا وفي ليلِ الجهالةِ نَاموا
النَّاس تَمضي للعُلا مِن حولهم
وهمُ الذينَ على التَّخَلُّفِ دَامُوا
وتَصارعوا وتَحاربوا وتَقاتلوا
وغشى النفوسَ تباغضٌ وخِصامُ
زرعوا التَّفَرُّق والشّقاق بأرضهم
ولجهلهم ذمُّوا العدوّ ولاموا
ما فَرَّقَ الأعداءُ يوماً أُمَّةً
إن حلّ ما بين النفوس وئامُ
لم يستفيقوا مِن عميقِ رُقادهم
غَفتِ الشُّعوب وذلَّتِ الحُكَّامُ
الجهل شتتهم وفَرَّق جمعهم
وغزتهمُ الأوجاعُ والآلام
والجَهلُ ليلٌ لا طُلوع لصُبحهِ
ومتى أحاق كسا الشُّعوبَ ظَلامُ
وهو البلاءُ ولا بلاء كمثلهِ
وإذا دَهى زَلَّت بهِ الأَقدامُ
إنَّ الشُّعوبَ إذا حَيت بجهالةٍ
فمِن المُحال بأن يَحل سَلامُ
ستظل في ذُلٍّ طوال حياتها
وإلى الهلاكِ تسُوقها الأيامُ
شاهر الأثوري