مَقْعد بفتح الميم أم بكسرها
سأل أحدهم: هل نقول (مِقعد) بكسر الميم أم بفتحها؟
فأجبته: كسر الميم من مَقْعَد، وهو مَفْعَل من قعَد، ممّا يجري على بعض الألسنة إذا أرادوا الكُرسيّ أو ما شابه، وكأنهم لحظوا اسم الأداة، أعني أداة الجلوس، وتكون على مثال مِبْرَد، وهو أحد الأوزان القياسية لاسم الآلة المشتق.
والمعاجم لا تذكر كسر الميم في هذا، وأكثر المتكلمين ينطقون الميم مفتوحة، وهو الصواب، مع احتمال أن يسود استعمال مِقْعَد بكسر الميم في الكراسيّ أو نوعٍ منها، ويكون في ذلك إضافة وتنويعا، وذلك إذا خُصِّصَتْ هذه البِنْيةُ لما يُقعد عليه من الأثاث، وخُصّصت المفتوحةُ الميمِ لمكان القُعُود دون آلته.
وقد شاع في زمن ماضٍ قريب اسمُ الْمَقْعَد (بفتح الميم) في كلام الناس في الطائف ومكة اسما للمَجْلِس الذي يستقبل فيه الضيوف، ولم أعد أسمعه الآن، وحلت كلمة المجلس مكان المقعد.
- جاء في اللسان (قعد): "والْمَقْعَدَةُ السَّافِلَةُ. والْمَقْعَدُ والْمَقْعَدَةُ: مكانُ القُعُودِ. وحكى اللّحيانيُّ: ارْزُنْ في مَقْعَدِكَ ومَقْعَدَتِكَ".
- وردت (مَقْعد) مرتين في القرآن الكريم، قال تعالى: في سورة آل عمران 81: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ}، وفي سورة القمر {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (55)}، وورد الجمع في: آل عمران 121 {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، وفي سورة الجِنّ 9 {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا}.