تُعد لوحة “,”شخص عند النافذة“,”، من أشهر لوحات الفنان الأسباني “,”سلفادور دالي“,”،
والشخص الواقف عند النافذة هو “,”آنا ماريا“,” شقيقة الفنان التي كانت موضوعًا للعديد من البورتريهات التي رسمها في عام 1925 .
“,”آنا ماريا“,” في اللوحة لا تظهر سوى من الخلف فيما أخفي وجهها، وهو تصرف غريب من “,”دالي“,” أعطي في حينه الكثير
من التفسيرات والتخريجات السيكولوجية، وإخفاء العنصر الإنساني يخلق تباينًا واضحًا مع جو العطلة الذي يوحي به منظر النهر وصفاء المشهد نفسه .
عرضت هذه اللوحة في أول معرض فني منفرد للوحات دالي في برشلونة من ذلك العام، ونال
هذا العمل بالذات إعجاب “,”بابلو بيكاسو“,” الذي كان حاضرًا .
كانت “,”آنا ماريا“,” بمثابة الأم لشقيقها دالي الذي استخدمها كموديل لرسوماته، إلى أن ظهرت
“,”غالا ايلوار“,” في حياته عام 1929 لتزيح “,”آنا ماريا“,” وتجلس مكانها، الأمر الذي أذكى مشاعر العداء والحقد في قلب الأخيرة .
المنظر الطبيعي خلف النافذة هو جزء من خليج “,”كاداكيس“,” حيث كان دالي وعائلته يقضون عطلة الصيف من كل عام .
كان دالي وشقيقته قريبين جدًا من بعضهما البعض، خاصة بعد وفاة والدتهما، لكن ظهور “,”غالا“,
” المفاجئ أفسد تلك العلاقة، وفي ما بعد كتبت “,”آنا ماريا“,” تصف شقيقها بصفات يبدو أنها لم تعجبه
، إذ أنها كانت تتناقض مع الصورة التي حرص هو على رسمها لنفسه في سيرته الذاتية، مما دفعه إلى رسم نسخة أخرى من هذه
اللوحة وأطلق عليها اسما مهينا بحق شقيقته .
لوحة “,”شخص عند النافذة“,” يغلب عليها اللونان الأزرق الخفيف والأرجواني الشاحب، والمشهد بعمومه
يمنح إحساسًا بالهدوء والطمأنينة، وهي سمة نادرة وغير مألوفة في معظم رسومات “,”سلفادور دالي“,”