قصيدة مع الحياة ,., لعبد الله البردوني
يا حياتي ويا حياتي إلى كم – عبد الله البردوني
يا حياتي ويا حياتي إلى كم
أحتسي من يديك صابا وعلقم
وإلى كم أموت فيك وأحيا
أين مني القضاء الأخير المحتم
أسلميني إلى الممات فإني
أجد الموت منك أحنى وأرحم
وإذا العيش كان ذلا وتعذيبا
فإن الممات أنجى وأعصم
ما حياتي إلا طريق من الأشواك
أمشي بها على الجرح والدم
و كأني أدوس قلبي على النار
وأمضي على الأنين المضرم
لم أفت مأتما من العمر إلا
وألاقي من بعده ألف مأتم
وحياة الشقا على الشاعر الحساس
أدهى من الجحيم وأدهم
وأنا شاعر وما الشعر إلا
خفقاتي تذوب شجوا منغم
شاعر صان دمعه فتغنى
بلغات الدموع شعرا متيم
علمته الطيور أحزانها البكما
فغنى مع الطيور ورنم
إيه يا شاعر الحياة وماذا
نلت منها إلا الرجاء المعشم
أنت باك تحنو على كل باك
أنت قلب على القلوب مقسم
قد قرأت الحياة درسا فدرسا
وتجليت كل سر مكتم
فرأيت الحياة لم تصف إلا
لعبيد الحطام والذل والدم
طيبها للئام لا الملهم الشادي
وهيهات أن تطيب لملهم
أيهاذي الحياة ما أنت إلا
أمل في جوانح اليأس مبهم
غرة تضحك العبوس وتبكي
فرحا هانئا وتشقي منعم
يا حياتي و ما حياتي و ما معنى
وجودي فيها لأشقى وأظلم
رب رحماك فالمتاه طويل
والدجا في الطريق حيران أبكم
قد أتيت الحياة بالرغم مني
وسأمضي عنها إلى القبر مرغم
أنا فيها مسافر زادي الأحلام
والشعر والخيال المجسم
وشرابي وهمي واهي أغاريدي
نوري عمى الظلام المطلسم
ليس لي من غضارة النور لحظ
لا ولا فقي يدي سوى الظفر درهم
ليت شعري مالي إذا رمت شيئا
حال بيني وبينه القفر واليم
لم أجد ما أريد حتى الخطايا
أحرام علي حتى جهنم
كل شيء أرومه لم أنله
ليتني لم أرد ولا كنت أفهم
أنا أحيا مع الحياة ولكن
عمري ميت الأماني محطم
ليتني والحياة غرم وغنم
نلت من صفوها على العمر مغنم