Thu, Jan 3, 2013
كاتب عراقي: دول مجاورة و خليجية تسعى لتدمير العراق
لماذا يرفع سنّة (الانبار) صور صدّام والعلم (القديم) في الإحتجاجات؟
ثلاث وجهات نظر ، تناولت الشأن العراقي ، الذي يشهد مظاهرات اشترك فيها آلاف من السنة منذ أكثر من أسبوع رفعوا خلالها صور الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين ، والعلم العراقي (القديم) ، احتجاجا على سياسات الحكومة بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يتهمونه بالتمييز ضدهم وبأنه يستجيب لضغوط ايران ويحابي سياساتها .
فمن وجهة نظر يوسف الكويليت ، فان المالكي وحزبه لعبا الدور الأساسي في إلحاق العراق بإيران، وقد سبب هذا الفعل عدم استقراره وانفلات أمنه. و ما أثار حفيظة الحكم وأنصاره رفع صور صدام حسين كرد فعل مواز لرفع صور الخميني، مما عطل وساطة الصدر الذي صدمته حالة التطور الجديد.
مطلق سعود المطيري ، يرى ان العراق يقف على مشارف ثورة تحرير وليس ثورة جياع انتفضت على نظامها، فقد تكون هذه من اللحظات النادرة في تاريخ العراق الذي يكون فيه للموت معنى مختلف عن الموت الذي عرفته ثوراته السابقة.
وتسمّي نوف علي المطيري جماهير محافظة الانبار ب ( الشعب العراقي الحر) الذي قرر أن يتسلم شعلة الحرية والكرامة من الشعب السوري - بعد أن قاربت ثورته على النهاية- وأن يتخلص من زمرة (الفاسدين والطائفيين) ، على حد تعبيرها ، ويكسر قيود الذل والعار ليعود إلى عزته ومجده.
غير ان نبيل ياسين يعتقد بوجود اياد لدول عربية مجاورة واخرى خليجية لتدمير العراق ، اضافة الى ان هناك مصالح مالية وتجارية اقتصادية واخرى سياسية وثالثة نفسية وثقافية تدفع (رعاع) السياسيين ومن يرعونهم لاثارة خصومات وتدمير البلاد ومحاولة اعادة الوضع السابق الذي انهار بسقوط نظام صدام.
عراقيون يتظاهرون ويرفعون صورة صدام
يشير يوسف الكويليت الى صراع إقليمي بين الدولتين المجاورتين للعراق ، فإيران تريد أن يكون حضورها بواسطة شيعته، وعلى أمل تكبير مساحتها بإلحاق العراق كحليف يخدم مصالحها ونفوذها، وهو الأمر الذي تحقق بواسطة السلطة الراهنة اقتصادياً وأمنياً، وصارت مسألة تغييب عروبته ومذهبه السني هدفين أساسيين.
ويتابع الكويليت في مقال له في صحيفة الرياض السعودية : "تركيا من جانبها ترى في استقلال الأكراد بدولة في الشمال سوف يكون نواة الدولة الكردية الكبرى في ضم أكراد سوريا مع أكراد العراق، وهذا سيخلق مشكلاً قومياً واستراتيجياً باعتبار هذا الحلم يهدد وحدة تركيا لأنها الحاضن الأكبر لهم، وكما أن حروباً نشبت بين حكومات العراق مع أكرادها فقد حدث المثل مع تركيا، ومن هنا صار العراق المشكل الأكبر للدولة الاقليمية المجاورة"
ويذكّر الكويليت بان البلدان العربية الأربعة ( سوريا والاردن والسعودية والكويت ) ، تتقاطع سياساتها مع العراق وفقاً لمجريات الظروف المتقلبة سواء ما كان منها أخذ بسلوك الدولة اليسارية التي خلقت خلافات حادة كما حدث في غزو الكويت، أو طائفية كما هو في الظرف الراهن مع حكومة المالكي والتي تحول وجهها إلى البعد عن محيطها العربي، وهو سبب لا يعزى لأمر واضح فقط غلبة المذهب وتجذره كعقيدة وأسلوب حكم..
ان الجوار وعدم الاستقرار في الداخل، بحسب الكويليت ، ومحاولة تقريب فئات وإبعاد أخرى جعل العراق بلداً موحداً شكلاً ومقسماً فعلاً وفق خرائط جديدة، وأول من أعلن ذلك الأكراد، وقادت عناصر من الجنوب الذهاب لإنشاء دولتهم ويبقى الوسط دولة سنية، ونتيجة ذلك خرجت الأنبار لتطالب بإزاحة النظام والتأكيد على وحدة الوطن وفق قائمة من الشروط، ومع أن الانتفاضة بدأت محدودة، إلاّ أن محافظات وأقاليم رفعت شعارات صدمت السلطة وحاولت أن تحسم الأمور بالتهديد باستعمال القوة، غير أن اتساعها فرض أن لا يحدث الصدام، لكن ما أثار حفيظة الحكم وأنصاره رفع صور صدام حسين كرد فعل مواز لرفع صور الخميني، مما عطل وساطة الصدر الذي صدمته حالة التطور الجديد، لكن نذر ثورة جديدة بدأت تأخذ بعداً آخر.. أي بقاء حكومة طائفية لا تسعى لأن تكون لكل العراقيين، ولذلك ولدت بذور العصيان والانفجار في تلك المناطق مع أسباب تراكمية عجز المالكي عن حلها ومواجهتها..
معنى جديد للموت في العراق
وكتب مطلق سعود المطيري في جريدة الرياض السعودية ان " احتجاجات الأنبار جاءت متضامنة تماما مع تاريخ العراق الذي اعتاد أن يطفئ نار الثورة بثورة أخرى، منذ ثورة الحزب الشيوعي بقيادة عبدالكريم قاسم مرورا بصدام الى الاحتلال الامريكي.. لا يوجد بيت في العراق لا تعلق على جداره صورة شهيد، فالموت بالنسبة للإنسان العراقي أصبح هوية وانتماء يعرف به، ويعمل من أجله، ويحذر منه".
ويزيد في القول:" فمن يحاول أن يضع احتجاجات أهل الأنبار في سياق الثورات العربية التي بدأت في تونس ومازالت تستعر في الشام، فقد نفى عن تاريخ العراق كل قصص الموت، والضياع السياسي، تلك القصص التي احترق بها مليون بوعزيزي عراقي، ولكنها عدت من أمامنا دون أن نعطيها صفة الربيع أو حتى الخريف، لأن زمنها تاريخ متراكم من السنوات، وليس المواسم العابرة.. تاريخ تدور أيامه بجثث وليس بساعات، فحياة العراقي صبر وموت.. صبر على الموت.. وموت روح من كثر الصبر على الفقد والانتهاء".
لكن الجديد في احتجاجات العراق في نوعه وليس في زمانه، بحسب المطيري ، هو الاحتلال الامريكي 2003، الذي كتب دستوره الطائفي، وقدمة على طبق من ذهب لطهران مثل ما ذكر وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، لا اعتبار لهذه المظاهرات الا اذا جاءت في سياق الاحتجاج الشعبي على الاحتلال الإيراني، فطهران اضافت لمأساة الشعب العراقي مأساة لم يعرف تاريخه المعاصر والقديم صورة مشابهة لها، فالدولة التي حاربتها ثماني سنوات وانتهت بخسارة مروعة للطرفين تعود اليها من باب الاحتلال الامريكي، وليس من باب الهزيمة في الحرب.
ربيع العراق ضد الطائفية
وفي صحيفة الشرق القطرية ترى نوف علي المطيري في مقال لها ان " الشعب العراقي الحر ومن محافظة الأنبار قرر أن يتسلم شعلة الحرية والكرامة من الشعب السوري - بعد أن قاربت ثورته على النهاية- وأن يتخلص من زمرة الفاسدين والطائفيين ويكسر قيود الذل والعار ليعود إلى عزته ومجده - اللذين حرم منهما خلال حكم المالكي وأعوانه- من خلال الانتفاضة على الحكم الطائفي وما يمثله من ظلم وتعسف واعتقال على الهوية" .
وحتى تتواصل المظاهرات ، بحسب نوف - وتؤتي أكلها وتثمر عن ربيع عراقي يخرج فيه كل أبناء الشعب العراقي من الشمال إلى الجنوب للمطالبة بإسقاط المالكي وزمرته من الطائفيين عليها أن تسير في الطريق الصحيح وأن تتفادى الوقوع في فخ الطائفية وتؤكد على الوحدة الوطنية.
اسقاط المالكي ام اسقاط الديمقراطية
ويؤمن الكاتب نبيل ياسين في مقال له في صحيفة المواطن العراقية ان هناك ايادي لدول عربية مجاورة واخرى خليجية لتدمير العراق فوق ما شهده من دمار. واضاف : " لاننسى ان هناك مصالح مالية وتجارية اقتصادية واخرى سياسية وثالثة نفسية وثقافية تدفع (رعاع) السياسيين ومن يرعونهم لاثارة خصومات وتدمير البلاد ومحاولة اعادة الوضع السابق الذي انهار بسقوط نظام صدام. وفي اطار هذا الهدف يستخدم رعاع السياسيين، الذين يمارسون العنف الانقلابي، الطائفية لجمع انصار لهم وتغطية افعالهم التي يطالها القانون" .
ويشير ياسين الى ان هناك "من يستخدم عباءة السنة لاعادة النظام السابق . كما ان هناك بعثيين لايمكن لهم ان يتصوروا ان نظام البعث قد انها وان تركيبة النظام السياسي قد تغيرت ودخلت في اساسها تعددية سياسية ، اخذت مع الاسف، شكل تعددية مذهبية اكثر من كونها تعددية سياسية".
ويتسائل ياسين : "هل السنة مهمشون؟ " .. يجيب : "نعم، لان الشيعة ايضا مهمشون. اذا قلنا : هل السنة مهمشون في التمثيل السياسي؟ نقول لا. واذا قلنا هل الشيعة مهمشون في التمثيل السياسي؟ نقول لا. فللسنة رئيس جمهورية ( كردي سني)، ونائب رئيس جمهورية، ورئيس برلمان، ونائب رئيس برلمان( كردي سني)، ونائب رئيس وزراء ، ونواب وعدد من الوزراء ووقف سني وسفراء ووكلاء وزارات ومدراء عامون ومستشارون وعمداء كليات ورؤوساء جامعات وصحفيون ووسائل اعلام من صحف وفضائيات ومنظمات سياسية ومدنية مرتبطة بالمنظمات السياسية واشياء اخرى كثيرة، منها تمويل اجنبي دولي واقليمي".
ويستطرد ياسين : " كل هذه التي تمثل السنة لاتمثل مصالح السنة، كما هو الحال في القضية الشيعية .فالشيعة لديهم رئيس وزراء، ونائب رئيس جمهورية، ونائب رئيس وزراء ونواب ووزراء ومستشارون ووكلاء وزارات وسفراء ،ومدراء عامون وعمداء كليات ورؤساء جامعات وصحفيون ووسائل اعلام ومنظمات سياسية ومدنية مرتبطة بالمنظمات السياسية واشياء اخرى كثيرة منها تمويل دولي واقليمي. لكن كل ذلك لايمثل مصالح الشيعة. فمصالح ملايين الشيعة مهمشة وتشبه مصالح ملايين السنة في التهميش. فممثلو السنة مسؤولون عن تهميش سنتهم كما ان ممثلي الشيعة مسؤولين عن تهميش شيعتهم. فالطرفان يفتقران الى الشعور بالمسوولية تجاه المواطنين العراقيين وتجاه مسؤؤلياتهم السياسية ووظيفة هذه المسؤوليات. والتمثيل البرلماني اصله ان يكون النواب مسؤولين عن تحقيق مصالح من يمثلونهم. فالتهميش الذي يعيشه الشيعة والسنة معا سببه تخمة ممثليهم في الحكومة والبرلمان والمقاولات والفساد المشترك بين الجميع".