ويحدث.... أن تغمض عينيك في لحظة لتعود إليك كل تلك التفاصيل الغائبة...... تلك التي كنت تظن أن سحب الغبار قد حملتها بعيدا عن شرفات ناظريك كي لا ترافقك ملامحها دروب الرحيل......

تغمض عينيك.... فتتسرب عبر نوافذ ذاكرتك المشرعة صور ملامحهم كقطرات ماء تحمل بعضها وجه ابتساماتهم التي ظلت منحوتة فوق راحة يديك....وبعضها الأخر سيحتفظ بأنفاس عطرهم التي اختبأت بين حقائب سفرك كطفلة هاربة من برد كانون دفعها جسدها المبلل لتتسلل بينها كي تحظى بلحظة دفء......

تلك التفاصيل..... تنهال عليك معاولها لتشعرك بالضياع.... لتشعرك انك بدونهم بلا وطن وكأنهم يشكلون بحضورهم عنوانا لوجودك أو مرآة لا ترى وجهك إلا فيها....

هنا.... تشعر أن رقاص ساعتك قد توقف.... وأن تلك الفراغات المكانية عادت لتستوطن ما تبقى من مساحات ذاكرتك... عادت لتدفع بنفسك المتعبة كي تستنهض روح الذكريات من جديد لتجعلك تتخذ من الوحدة وطنا..... ومن الصمت سكنا... وكأنها تختصر عليك هذا العمر لتظل صورهم مطبوعة في عمق ذاكرة لا تموت...... ورهينة لظل لن يفارقك طيفه ما حييت.....









خالد جويد