لا أعرف متى كبرت إلى هذا الحد
ونمت لي ذراعان تصطادان النجوم بحرفية عالية
تمسكان النجمة بإصبعين
وتلقيانها في ثقب مفتوح في الذاكرة
ذراعان ممتدتان في العدم
تمسان السماء
وتصنعان مئات الدوائر المتداخله
كبرت الآن
وأصبح العالم قصيراً جداً
ومشدود من قدميه للأرض
كما لو كنت الوحيدة التي تستطيع أن تمنحه كيسا ممتلئا بالنجمات
أسرقها كلما مددت يدي للسماء
في الحقيقة لا أعرف على وجه الدقة متى كبرت هكذا حتى أصبح لي
بيت من القصب
حزن من اللوز
وشجرة ياسمين ملتفة برفق حول كاحلي
كلما حاولت التفكك منها دهست الياسمينات وسال دم أحمر
ذاكرتي المثقوبة توقع الأشياء جميعها
أشياء أتركها عادة على الطريق دون التفات يذكر
أشياء تزحف باتجاهي ولا ألتفت
لي ذراعاي قويتان
تمسكان بالقصائد الخفيفة
خشية أن تطير مع الريح
وتلقيانها من الثقب المفتوح في ذاكرتي
أنا كبرت إلى هذا الحد
أصبح لي وجه من القصب
عينان من اللوز
شجرة ياسمين ملتفة على قلبي
وذراعان تمسكانه جيداً كي لا يقع من ثقب في الذاكرة.
م