قَالَ تَعَالَى : ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - [سُّورَةُ الْأَنْفَالِ : 41.]
إنَّ معنى (غَنِمَ) في هذه الآية الكريمة لا تعني فقط غنيمة الحرب .
قَالَ تَعَالَى : ﴿فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا - [سُّورَةُ الْأَنْفَالِ : 69.]
يتبين من الآية الكريمة أعلاه أنّ معنى (غَنِمَ) تعني :
حصل على الشيء ، ربح الشيء ، فاز بالشيء ، ظفر بالشيء .
فالغنيمة هي الربيحة التي تذهب إلى الخُمُس .
والخُمُس بدوره يذهب إلى :
(لِلَّهِ خُمُسَهُ الرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) .
لله خُمُسَه : النّية في القلب .
الرسول : النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) .
ذو القُربى : عترة النبي محمد (صلى الله عليهم وسلم) .
اليتيم : الصغير الذي مات أباه أو أمه .
المسكين : الإنسان ضعيف الحال سيء الحظ .
ابن السبيل : المسافر في بلدٍ ليس معه شيءٌ يستعين به .
ولقد تعطل فرض الخُمُس بعد أن تركه الناس وظهر قومٌ في آخر الزمان يدّعون أنّ الخُمُس لهم ويفرضونه على الناس بحجة أنّهم نوّاب الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) . ولقد أباحه الإمام لشيعته وجعلهم منه في حلٍ إلى وقت ظهور الإمام المهدي .
عَنْ الْإِمَامِ الْمَهْدِي (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) قَالَ :
وَأَمَّا الْمُتَلَبِّسُونَ بِأَمْوَالِنَا ، فَمَنِ اسْتَحَلَّ شَيْئاً مِنْهَا فَأَكَلَهُ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ النِّيرَانَ .
وَأَمَّا الْخُمُسُ ، فَقَدْ أُبِيحَ لِشِيعَتِنَا وَجُعِلُوا مِنْهُ فِي حِلٍّ إِلَى وَقْتِ ظُهُورِ أَمْرِنَا لِتَطِيبَ وِلَادَتُهُمْ وَلَا تَخْبُثَ .
المصدر : (البحار : ج53، ص181، عن الاحتجاج.)